(وَيَبْغُونَها عِوَجاً) أي يطلبونها معوجّة بالكفر ، أو يصفونها لهم بالاعوجاج (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ).
القول في تأويل قوله تعالى :
(أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ) (٢٠)
(أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) أي يعجزونه تعالى أن يعاقبهم في الدنيا ، (وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ) أي يمنعونهم من عقابه ، (يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ) لتصامتهم عن الحق ، وبغضهم له. (وَما كانُوا يُبْصِرُونَ) لتعاميهم عن آيات الله ، وإعراضهم غاية الإعراض ، كما قال الله : (وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ) [الملك : ١٠] ، وقال تعالى : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ ..) [النحل : ٨٨] الآية.
القول في تأويل قوله تعالى :
(أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) (٢١)
(أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) أي سعادتها وراحتها ، أو بتسليمها لعبادة الأوثان وتركها ما خلقت له من عبادته تعالى ، وهذا الخسران في النفس أعظم خسارة كما قيل :
إذا كان رأس المال عمرك فاحترس |
|
عليه من الإنفاق في غير واجب |
(وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) أي غاب عنهم الآلهة وشفاعتها ، ولم تجدهم شيئا.
القول في تأويل قوله تعالى :
(لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ) (٢٢)
(لا جَرَمَ) أي حقّا ، أو لا محالة (أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ)
القول في تأويل قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢٣)