(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ) أي خشعوا له وحده ، (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ).
القول في تأويل قوله تعالى :
(مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (٢٤)
(مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ) أي الكفار والمؤمنين (كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِ) مثل للكافر (وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ) مثل للمؤمنين (هَلْ يَسْتَوِيانِ) أي الفريقان (مَثَلاً) أي حالا وصفة. (أَفَلا تَذَكَّرُونَ) أي بضرب الأمثال وتدبرها.
ثم قص تعالى على نبيه صلىاللهعليهوسلم من أنباء الرسل ما يثبت فيه فؤاده ، ليتسلى بما يشاهده من معاناة الرسل قبله من أممهم ، ومقاساتهم الشدائد من جهتهم ، وليعلم قومه أن رسالته كرسالة من تقدمه ، وأن سنة الله فيهم معروفة. كما قال تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً ، وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) [فاطر : ٢٤] ، بقوله سبحانه :
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) (٢٥)
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) وكانت امتلأت الأرض من شركهم وشرورهم (إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) أي بأني. وقرئ بالكسر. أي : فقال إني لكم نذير مبين ، أبيّن لكم موجبات العذاب ، ووجه الخلاص منه.
القول في تأويل قوله تعالى :
(أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) (٢٦)
(أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ) (الباء) مقدرة هنا للتعدية. و (لا) ناهية أي أرسلناه متلبسا بالنهي عن عبادة غير الله. (إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ) أي إن عبدتم غيره (عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) أي مؤلم في الدنيا والآخرة.