اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) أي المطر والنبات (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) أي تصرفون عن التوحيد الواجب ـ لأنه مقتضى شكر المنعم ـ إلى الشرك والكفر.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) (٤)
(وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) فيجازي المكذب وشيعته بالخزي وظهور الحق عليه.
القول في تأويل قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) (٥)
(يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) أي ما وعد به من جزائه بالثواب إن صدقتم في الاتّباع. وبالعقاب. إن عصيتم (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) أي بأن يذهلكم التمتع بها والتلذذ بمنافعها ، عن العمل للآخرة وطلب ما عند الله (وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) أي الشيطان. وقرئ بالضم.
القول في تأويل قوله تعالى :
(إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ) (٦)
(إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ) أي باتباع الهوى والركون إلى الدنيا.
القول في تأويل قوله تعالى :
(الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (٧) أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ) (٨)
(الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ ، وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً) أي : فمن حسن له عمله السيء ، بأن غلب هواه على عقله ، حتى انتكس رأيه فرأى الباطل حقا والتقبيح حسنا ، كمن لم يزين له ، بل هدى فعرف الحق وميز الحسن من السيء؟ فحذف الجواب لدلالة قوله :
(فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) أي إلى الإيمان واتباع الحق. وجوّز