غلبتهم وقهرهم وكسر شوكتهم. وكما وقع في بدر وفتح مكة (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ) أي أن هذا القرآن ، بوعده ووعيده ، هو الحق الثابت ، إذا لا برهان بعد عيان. فقد نصر الله رسوله وصحبه ، وخذل الباطل وحزبه (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) أي لا يخفى عليه شيء ما ، مما يفعله خلقه ، وهو مجازيهم عليه. ففيه وعد ووعيد.
القول في تأويل قوله تعالى :
(أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) (٥٤)
(أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ) أي في شك عظيم من البعث بعد الممات ، ومعادهم إلى ربهم (أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) أي فلا يخرج عن إحاطته شيء (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الملك : ١٤].