القول في تأويل قوله تعالى :
(فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) (٨٣)
(فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا) أي في باطلهم (وَيَلْعَبُوا) أي في دنياهم (حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) قال ابن جرير : وذلك يوم يصليهم الله بفريتهم عليه ، جهنم ، وهو يوم القيامة.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) (٨٤)
(وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ) أي المعبود فيهما بلا شريك (وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) أي في تدبير خلقه وتسخيرهم لما يشاء بمصالحهم.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَتَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٥) وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (٨٦)
(وَتَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ) أي الشفاعة لهم عند الله ، كما زعموا أن أندادهم شفعاء (إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أي من آمن بالله وأقرّ بتوحيده ، وهم يعلمون حقيقة توحيده. أي وحّدوه وأخلصوا له على علم منهم ويقين ، كقوله : (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) [الأنبياء : ٢٨]. قال ابن كثير : هذا استثناء منقطع ، أي لكن من شهد بالحق على بصيرة وعلم ، فإنه تنفع شفاعته عنده ، بإذنه له.
تنبيه :
قال الشهاب : استدل الفقهاء بهذه الآية على أن الشهادة لا تكون إلا عن علم ، وأنها تجوز وإن لم يشهد.
وفي (الإكليل) قال إلكيا : يدل قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) على معنيين : أحدهما ـ أن الشهادة بالحق غير نافعة إلا مع العلم ، وأن التقليد لا