فترة الوحى ، لا أولية مطلقة كما هو الحال بالنسبة لسورة اقرأ. أو أن السؤال في حديث جابر ، كان عن نزول سورة كاملة ، فبين أن سورة المدثر نزلت بكمالها. أو أن جابرا قد قال ذلك باجتهاده ، ويقدم على هذا الاجتهاد ما ذكرته عائشة من أن أول ما نزل على الإطلاق ، هو صدر سورة اقرأ .. (١).
أقول : وفي هذا الحديث ما يدل على أن الملك قد جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحراء قبل رؤيته في هذه المرة ، وفي غار حراء بدأ الوحى ونزل قول الله تعالى : «اقرأ باسم ربك الذي خلق ...» وذلك يدل على أن «اقرأ» أول ما نزل على الإطلاق ، وهو ما جاء في الصحيحين عن السيدة عائشة رضى الله عنها.
وعلى أية حال فسورة المدثر تعتبر من أوائل ما نزل على النبي صلىاللهعليهوسلم من قرآن ، كما يرى ذلك من تدبر آياتها التي تحض الرسول صلىاللهعليهوسلم على إنذار الناس بدعوته.
وعدد آياتها : ست وخمسون آية في المصحف الكوفي ، وخمس وخمسون في البصري.
٢ ـ ومن أهم مقاصدها : تكريم النبي صلىاللهعليهوسلم ، وأمره بتبليغ ما أوحاه الله ـ تعالى ـ إليه الى الناس ، وتسليته عما أصابه من أذى ، وتهديد أعدائه بأشد ألوان العقاب ، وبيان حسن عاقبة المؤمنين ، وسوء عاقبة المكذبين ، والرد عليهم بما يبطل دعاواهم ..
__________________
(١) راجع تفسير ابن كثير ج ٧ ص ٢٨٩ تفسير الآلوسى ج ٢٩ ص ١١٥.