أن يتخذ إلى الله ـ تعالى ـ وسيلة وطريقة يتقرب بها إليه ـ تعالى ـ اتخذها ، لأنها خير هداية إلى رضاه ـ سبحانه ـ.
والتعبير بقوله : (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) تحريض شديد على المسارعة إلى الطاعة ، لأن الله ـ تعالى ـ قد مكن الناس من ذلك ، حيث وهبهم الاختيار والعقول المفكرة ، وأرسل إليهم الرسل ليخرجوهم من الظلمات إلى النور.
ثم بين ـ سبحانه ـ أن مشيئته فوق كل مشيئة فقال : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ).
أى : وما تشاءون شيئا من الأشياء ، إلا بعد خضوع هذا الشيء لمشيئة الله ـ تعالى ـ وإرادته ، إذ هو الخالق ـ سبحانه ـ لكل شيء ، وهو صاحب الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين.
(إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً) أى : إنه ـ تعالى ـ كان وما زال صاحب العلم المطلق الذي لا يحده شيء ، وصاحب الحكمة البليغة التي لا نهاية لها.
(يُدْخِلُ) ـ سبحانه ـ (مَنْ يَشاءُ) إدخاله (فِي رَحْمَتِهِ) لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه.
(وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ) ـ سبحانه ـ (عَذاباً أَلِيماً) بسبب إصرارهم على ظلمهم ، وإيثارهم الباطل على الحق ، والغي على الرشد.
نسأل الله ـ تعالى ـ أن يجعلنا ممن هم أهل لرحمته ورضوانه ، وأن يبعدنا عمن هم أهل لعذابه ونقمته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|
الراجي عفو ربه د. محمد سيد طنطاوى |