قال الإمام ابن كثير : وقوله : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) أى : وكما كنت عائلا فقيرا فأغناك الله ، فحدث بنعمة الله عليك ، كما جاء في الدعاء : «واجعلنا شاكرين لنعمتك. مثنين بها ، قابليها ، وأتمها علينا». وعن أبى نضرة قال : كان المسلمون يرون أن من شكر النعم أن يحدّث بها. وعن النعمان بن بشير قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول على المنبر : «من لم يشكر القليل ، لم يشكر الكثير ، ومن لم يشكر الناس ، لم يشكر الله والتحدث بنعمة الله شكر ، وتركها كفر ، والجماعة رحمة والفرقة عذاب ...» (١).
فأنت ترى أن الله ـ تعالى ـ قد ذكر ثلاث نعم مما أنعم به على نبيه صلىاللهعليهوسلم وأرشده إلى كيفية شكرها. نسأل الله ـ تعالى ـ أن يجعلنا من عباده الشاكرين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
__________________
(١) تفسير ابن كثير ج ٧ ص ٤٤٩.