الْبَيْتِ ...) أى : إن كان الأمر كما ذكرنا لهم ، فليخلصوا العبادة لله ـ تعالى ـ الذي حمى لهم البيت الحرام ، والكعبة المشرفة ، ممن أرادهما بسوء ..
(الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ) أى : الذي وسع لهم الرزق ، ومهد لهم سبيله ، عن طريق الوفود التي تأتى إليهم من مشارق الأرض ومغاربها.
(وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) أى : والذي أوجد لهم الأمن بعد الخوف ، والسعة بعد الضيق ، ببركة هذا البيت الحرام.
وتنكير «جوع» و «خوف» للتعظيم ، أى : أطعمهم بدلا من جوع شديد ، وآمنهم بدلا من خوف عظيم ، كانوا معرضين لهما ، وذلك كله من فضله ـ سبحانه ـ عليهم ، ومن رحمته بهم ، حيث أتم عليهم نعمتين بهما تكمل السعادة ، ويجتمع السرور.
ومن الآيات التي تشبه هذه الآية قوله ـ تعالى ـ : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ...).
وقوله ـ سبحانه ـ : (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً ..).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.