وَلا مَمْنُوعَةٍ) (١) وقال الفراء : المثل مقحم للتأكيد ، والمعنى : الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار ، والعرب تفعل ذلك كثيرا (وَظِلُّها) أي : كذلك دائم لا يتقلص ولا تنسخه الشمس ، والإشارة بقوله : (تِلْكَ) إلى الجنة الموصوفة بالصفات المتقدّمة ، وهو مبتدأ خبره (عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا) أي : عاقبة الذين اتقوا المعاصي ، ومنتهى أمرهم (وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ) ليس لهم عاقبة ولا منتهى إلا ذلك.
وقد أخرج الطبراني وأبو الشيخ عن ابن عباس قال : «قالوا للنبيّ صلىاللهعليهوسلم : إن كان كما تقول فأرنا أشياخنا الأول من الموتى نكلّمهم ، وافسح لنا هذه الجبال جبال مكة التي قد ضمتنا ، فنزلت (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ)» الآية. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عطية العوفي قال : قالوا لمحمد صلىاللهعليهوسلم : لو سيّرت لنا جبال مكة حتى تتسع فنحرث فيها ، أو قطعت لنا الأرض كما كان سليمان يقطع لقومه بالريح ، أو أحييت لنا الموتى كما كان يحيي عيسى الموتى لقومه ، فأنزل الله (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ) الآية إلى قوله : (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا) قال : أفلم يتبيّن الذين آمنوا ، قالوا هل تروي هذا الحديث عن أحد من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوسلم؟ قال : عن أبي سعيد الخدريّ عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم. وأخرجه أيضا ابن أبي حاتم قال : حدّثنا أبو زرعة حدّثنا منجاب بن الحرث ، أخبرنا بشر بن عمارة ، حدّثنا عمر بن حسان ، عن عطية العوفي فذكره. وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس نحوه مختصرا. وأخرج أبو يعلى ، وأبو نعيم في الدلائل ، وابن مردويه عن الزبير بن العوام في ذكر سبب نزول الآية نحو ما تقدّم مطوّلا. وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً) لا يصنع من ذلك إلا ما يشاء ولم يكن ليفعل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس (أَفَلَمْ يَيْأَسِ) يقول : يعلم. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ من طريق أخرى عنه نحوه. وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد نحوه. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي العالية (أَفَلَمْ يَيْأَسِ) قال : قد يئس الذين آمنوا أن يهدوا ولو شاء الله لهدى الناس جميعا. وأخرج الفريابي وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : (تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ) قال : السرايا. وأخرج الطيالسي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عنه نحوه ، وزاد (أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ) قال : أنت يا محمد حتى يأتي وعد الله ، قال : فتح مكة. وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد نحوه. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس (قارِعَةٌ) قال : نكبة. وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي عنه قارعة قال : عذاب من السماء ، أو تحلّ قريبا من دارهم : يعني نزول رسول الله صلىاللهعليهوسلم بهم وقتاله آباءهم. وأخرج ابن جرير وابن مردويه عنه أيضا في قوله : (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) قال : يعني بذلك نفسه. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله : (أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ) قال : الظاهر من القول هو الباطل. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله : (مَثَلُ الْجَنَّةِ)
__________________
(١). الواقعة : ٣٣.