قتل من آل فرعون خطأ ، يقول الله سبحانه : (وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِ) قال : من قتل النفس (وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً) قال : أخلصناك إخلاصا». وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً) قال : ابتليناك ابتلاء. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه قال : اختبرناك اختبارا. وقد أخرج عبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس أثرا طويلا في تفسير الآية ، فمن أحبّ استيفاء ذلك فلينظره في كتاب التفسير من سنن النسائي. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : (ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ) قال : لميقات. وأخرج عبد ابن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد وقتادة (عَلى قَدَرٍ) قال : موعد. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس (وَلا تَنِيا) قال : لا تبطئا. وأخرج ابن أبي حاتم عن عليّ في قوله : (قَوْلاً لَيِّناً) قال : كنّه. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس قال : كنّياه. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله : (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) قال : هل يتذكر.
(قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى (٤٥) قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى (٤٦) فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى (٤٧) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٤٨) قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى (٤٩) قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى (٥٠) قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى (٥١) قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى (٥٢) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى (٥٣) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (٥٤) مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى (٥٥) وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى (٥٦) قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى (٥٧) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (٥٨) قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (٥٩))
قرأ الجمهور (أَنْ يَفْرُطَ) بفتح الياء وضم الراء ، ومعنى ذلك : إننا نخاف أن يعجل ويبادر بعقوبتنا ، يقال : فرط منه أمر ، أي : بدر ، ومنه الفارط ، وهو الذي يتقدّم القوم إلى الماء ، أي : يعذّبنا عذاب الفارط في الذنب ، وهو المتقدّم فيه ، كذا قال المبرد. وقال أيضا : فرط منه أمر وأفرط : أسرف ، وفرط : ترك. وقرأ ابن محيصن (يَفْرُطَ) بضم الياء وفتح الراء ، أي : يحمله حامل على التسرّع إلينا ، وقرأت طائفة بضم الياء وكسر الراء ، ومنهم ابن عباس ومجاهد وعكرمة من الإفراط ، أي : يشتطّ في أذيتنا. قال الراجز :
قد أفرط العلج علينا وعجل
ومعنى (أَوْ أَنْ يَطْغى) قد تقدّم قريبا ، وجملة (قالَ لا تَخافا) مستأنفة جواب سؤال مقدّر ، نهي لهما عن الخوف الذي حصل معهما من فرعون ، ثم علّل ذلك بقوله : (إِنَّنِي مَعَكُما) أي : بالنصر