بِحَمْدِ رَبِّكَ) الآية قال : هي الصلاة المكتوبة. وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن جرير عن النبي صلىاللهعليهوسلم في قوله : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ) قال : «قبل طلوع الشمس صلاة الصبح ، وقبل غروبها صلاة العصر». وفي الصحيحين وغيرهما من حديث جرير قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ، وقرأ : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها)». وفي صحيح مسلم وسنن أبي داود والنسائي عن عمارة بن رؤبة سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لن يلج النار أحد صلّى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها». وأخرج ابن أبي شيبة وابن راهويه والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والخرائطي وأبو نعيم عن أبي رافع قال : «أضاف النبي صلىاللهعليهوسلم ضيفا ، ولم يكن عند النبيّ صلىاللهعليهوسلم ما يصلحه ، فأرسلني إلى رجل من اليهود أن بعنا أو سلفنا دقيقا إلى هلال رجب ، فقال : لا ؛ إلا برهن ، فأتيت النبيّ صلىاللهعليهوسلم فأخبرته ، فقال : أما والله إني لأمين في السماء ، أمين في الأرض ، ولئن أسلفني أو باعني لأدّيت إليه ، اذهب بدرعي الجديد ، فلم أخرج من عنده حتى نزلت هذه الآية : (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ)» كأنه يعزّيه عن الدنيا. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي سعيد أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ أخوف ما أخاف عليكم ما يفتح الله لكم من زهرة الدنيا ، قالوا : وما زهرة الدنيا يا رسول الله؟ قال : بركات الأرض». وأخرج ابن مردويه وابن عساكر وابن النجار عن أبي سعيد الخدريّ قال : لما نزلت : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ) كان النبي صلىاللهعليهوسلم يجيء إلى باب عليّ صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول : «الصلاة رحمكم الله» : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١). وأخرج ابن مردويه عن أبي الحمراء نحوه. وأخرج أحمد في الزهد ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الشعب ، عن ثابت ، قال : «كان النبي صلىاللهعليهوسلم إذا أصابت أهله خصاصة نادى أهله : يا أهلاه صلّوا صلّوا» قال ثابت : وكانت الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة. وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر والطبراني في الأوسط ، وأبو نعيم في الحلية ، والبيهقي في الشعب ، بإسناد قال السيوطي : صحيح ، عن عبد الله بن سلام قال : «كان النبيّ صلىاللهعليهوسلم إذا نزلت بأهله شدّة أو ضيق أمرهم بالصّلاة ، وقرأ : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ) الآية.
* * *
__________________
(١). الأحزاب : ٣٣.