إله إلا الله دخل الجنة (١) " قالوا : وفيها دليل القول بمنع نقل الحديث بالمعنى ، وأجيب بأنا ننقله بالمعنى لدليل دال على ارتباط ذلك المعنى باللفظ فلم يحرفه عن مواضعه.
قوله تعالى : (وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ).
قال ابن عرفة : النسيان بمعنى الترك ، وترك الشيء تارة يكون عمدا مع العلم ، كقوله تعالى : (نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ) [سورة التوبة : ٦٧] ، وتارة يكون عن الذهول عنه.
قوله تعالى : (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ).
قال ابن عرفة : العفو عنده هو ذكر الذنب للمذنب مع عدم المؤاخذة به من أضل فالعطف تأسيس.
قوله تعالى : (وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى).
ابن عرفة : هذا إما معطوف على قوله (مِنْهُمْ) من قوله (خائِنَةٍ مِنْهُمْ) فيكون من عطف المفردات ، ومتعلق ب (أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ) فيكون من عطف الجمل ، وأتى بقوله (إِنَّا نَصارى) منسوبا إليهم توبيخا لهم وتنبيها على كذبهم في مقالته لاقتضائه نصرة دين الله وهم لم يفعلوا ذلك.
ابن عرفة : والضمير في : (فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ) على أن العداوة لم تكن من أحدهم وإنما كانت من المجموع ، والضمير في قوله تعالى : (وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ) كله.
قوله تعالى : (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا).
قال ابن عطية : الرسول إما موسى ، أو محمد صلّى الله عليهما وعلى آلهما وسلم.
ابن عرفة : إن أريد به موسى فأهل الكتاب اليهود ، وإن أريد به محمد صلّى الله عليه وعلى آله وسلم فهم اليهود والنصارى.
__________________
(١) أخرجه ابن حبان في صحيحه ١ / ٣٦٤ ، والحاكم في مستدركه ٤ / ٢٧٩ ، والترمذي في سننه ٥ / ٢٣ ، والطيالسي في مسنده ١ / ٦٠ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ١ / ١٨. وقال : رواه الطبراني في الأوسط والكبير ، وقال الترمذي في سننه : إنما كان هذا في أول الإسلام قبل نزول الفرائض والأمر والنهي.