قال أهل علم البيان : الإشارة يؤتى بها للتحقير كهذه الآية ، ومثله (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا) [سورة الأنبياء : ٦٣] ، وكقوله : (فَصَكَّتْ وَجْهَها) [سورة الذاريات : ٢٩] بيمينها [.....] المتقاعس يصف امرأة وهي رأت بعلها يخون وهي في جمع من النساء فاحتقرته ، حكاها المبرد في الكامل.
قوله تعالى : (إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ).
قلت لابن عرفة : هذا دليل على صحة قول النحاة : أن أصله أن زيدا قائم ، ثم والله إن زيدا لقائم سماه الله جهد أيمانهم ، وأشار إلى أنه الغاية في ذلك.
قوله تعالى : (يُحِبُّهُمْ).
ليس المحبة الميل وإنما هي بمعنى صفة الإرادة أي من يذمهم الخير والرضا وصفة الفعل أن يفعل به الخير ، وقال عياض في الإكمال أن محبوبه يصح أن يكون بمعنى الميل ؛ لأنه من المخلوق.
ابن عرفة : وكان بعضهم يرده بأنه لا يمال إلا إلى كمال إليه ، والجسم في حق الله تعالى محال.
قوله تعالى : (وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ).
قيل لابن عرفة : لم أفرد اللومة واللائم والمناسب جمعهما؟ لأن نفي الأخص لا يستلزم نفي الأعم ، فأجاب بمثل ما أجاب الزمخشري ، في قوله تعالى : (وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ) أي معلمين الكلاب إشارة إلى جريهم ومعرفتهم بالتعليم ، وكذلك هذا إشارة إلى أنهم لا يخافون لومة لائم الذي يعتبر لومته ، وهو الذي له تمييز ومعرفة بحقائق الأمور ومواضع اللوم فيها.
قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا).
قال ابن عرفة : [٢٨ / ١٣٩] هذا عندي إشارة إلى الاستدلال بالقرآن ثم بالسنة ثم بالإجماع.
قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ).
قال ابن عرفة : كان بعضهم يقول : في هذا مقدمة مضمرة ، ويجعله من القياس الشرطي الاقتراني ، مثل قوله تعالى : (وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) [سورة الأنفال : ٢٣] والتقدير : من يتول الله ورسوله فهو من حزب الله ، وكل من هو من حزب الله غالب ، ومن يتول الله ورسوله غالب وإن لم