قوله تعالى : (ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ).
[٢٩ / ١٤٣] قال ابن عرفة : أو هنا إما على بابها أو بمعنى الواو ، فالمعنى أن شهدوا ، وما إن كانت بمعنى الواو فهو من تقديم المسبب على سببه ؛ أي : يخافوا فيأتوا بالشهادة على وجهها ، وإن كانت على بابها فالمعنى : إما أن يشهدوا.
قوله تعالى : (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ).
جعله ابن عطية عاما مخصوصا ، وإن جعلناها حقيقة ، وقلنا المراد حين فسقهم فيكون فيه تحصيل الحاصل.
قال الزمخشري : لا يهديهم في الآخرة إلى طريق الجنة ، ففسرها على مذهبه ؛ لأن الفاسق عنده في النار ، وإما أن تقول المراد بالفاسق الكافر وتفسيرها بما قال.
قوله تعالى : (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ).
قيل : العامل في يوم ما تقدم من قوله (لا يَهْدِي).
ابن عطية : وهو ضعيف.
ابن عرفة : لأنه حمل الهداية على معناها الشرعي العرفي وهو الهداية المستلزمة للثواب والعقاب ، وذلك إنما هو في الدنيا لأن يجازى به في الآخرة.
قيل له : إنما الهداية مجردة الإيمان ، فقال : هي خلق الإيمان التكليفي والدار ليست بدار تكليف ، وإن حملنا معنى الهداية على ما قال الزمخشري : يا قوم والله لا يهديهم إلى طريق الجنة ، فيصح أن يعمل في يوم ، وقيل : العامل فيه اذكر.
ابن عرفة : لكن إن عمل فيه يهدي يكون يوما ظرفا ، وإن عمل فيه اذكر يكون مفعولا به ، وقيل : العامل فيه اسمعوا.
ابن عرفة : فهو على حذف مضاف ، أي اسمعوا تلاوة يوم يجمع الله الرسل ، واليوم في اللغة يراد به النهار والليل.
قال مالك في كتاب الإيمان من المدونة : فإذا حلف لا كلمت فلانا اليوم أي لا يكلمه في النهار ولا في الليل إلا أن ينوي النهار وحده.
قال ابن عطية : وخص الرسل ؛ لأنهم قادة الخلق وفي ضمن جمعهم جمع الخلائق ، ابن عرفة : فجعل دلالته على جمع الخلائق دلالة أخرى وهي دلالة الالتزام