مصدر إما مؤكد للجملة إن اعتبر (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ) [سورة المائدة : ٣] مع معنى (كِتابَ) مثل قام قياما أو وقوفا ، أو مؤكد لنفسه مثل : قام زيد حقا ، ومؤكد لفعل من لفظه لو كتب كتاب الله عليكم.
قوله تعالى : (وَأُحِلَّ لَكُمْ).
دليل على أن الأشياء على الحظر ، ودليل على إبطال مفهوم اللقب ؛ لأنه كان يكتفي من هذا بذكر المحرمات ، قيل : وقرئ (وَأُحِلَ) على البناء للمفعول وحذف الفاعل عند النحويين للعلم به ، وعند البيانيين تعظيما له ، أي لم يذكر مع المفعول لشرفه وضخامة المفعول وجسامته ؛ لأن المحل هنا هو الوطئ ومقدماته ، وأما العلم به فهو قدر مشترك في كل ما يحذف منه الفعل.
قوله تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ).
ابن عرفة الظاهر أن من جملة لا يشترط لوجهين : إما للمادة أو لأنه أغلب ، وإنما قيل : (مِنْكُمْ) ليفيد أن الخطاب للأحرار لا للعبيد ، وأجاب ابن عطية بأن المراد منكم أيها المؤمنون ، ابن عطية ، قال أشهب في المدونة : جائز للعبد المسلم أن يتزوج أمة كتابية فبغضه ابن عرفة بأن ابن يونس واللخمي إنما نقلا عنه جواز التمادي على ذلك بعد الوقوع ؛ لأنه أجازه ابتداء فكان حقه أن يحكمه كذلك ، أو يقول لا فرق بين التمادي عليه وبين جوازه ابتداء.
قوله تعالى : (وَاللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِكُمْ) على أن وصفه المؤمنات ، في قوله تعالى : (الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ) معتبر.
قوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ).
قال ابن عرفة : اختلف الأصوليون هل يرد في القرآن ما لا يفهم أم لا؟ وقال بعض شراح المحصول قلت : أظنهم يبينون أن المعنى القديم الأزلي يستحيل فيه ، وإنما الخلاف في الألفاظ.
قوله تعالى : (وَيَهْدِيَكُمْ).
الهداية تطلق على معنى أعم ومعنى أخص ، فالأعم هو التمكن من أسباب السعادة ، والأخص هو خلق القدرة على فعل أسباب السعادة ، فإن أريد بها هذا المعنى الأعم لزم التكرار ؛ لأنه مستفاد من قوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ) وإن أريد الأخص لزم الحلف في الخير ؛ لأن الكفار غير مهديين ، وكذلك عصاة المسلمين ، قال : والجواب أنا نختار بها المعنى الأعم لكي يكون البيان الأول أعم من الهداية ،