قوله تعالى (بِكَلِماتِهِ) يحتمل معنيين : إما أن المراد بوعده أي الحق الثابت في نفس الأمر بوعده وهو يضرهم على الكفار ، وتعجيزه لهم يظهره الآن ، ويحتمل أن يكون بكلمته ؛ أي بقوله (كُنْ فَيَكُونُ) ، وقوله (بِكَلِماتِهِ) يحتمل أن يتعلق بحق أو بالحق ، لكن قال الزمخشري في قوله تعالى : (ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) [سورة الروم : ٢٥] هل يتعلق (مِنَ الْأَرْضِ) ب (دَعْوَةً) أو ب (دَعاكُمْ؟) قال إذا جاهر الله بطل لهم معقل وكذلك هنا.
قال ابن عرفة : يحتمل أن يقال ذلك ، إنما ذلك إذا اتخذ معنى التعلق فيهما ، وهو هنا مختلف ؛ لأن معناه في الأول : ويظهر الحق بكلمته الحق الثابت في نفس الأمر ، ومعناه الثاني : ويظهر الله الحق المصاحب لكلماته أو نحوه.
قوله تعالى : (وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ).
لو بمعنى إن ، وليست مثل : أكرم السائل ولو أتاك على فرس ؛ لأن تلك دخلت على ما يتوهم نفيه ؛ لأنه إذا أتى على فرس لم يكرم ، وكذلك (ما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ) [سورة يوسف : ١٧] وهنا إذا كره المجرمون فإظهار الحق ثابت ولا يتوهم نفيه.
[٤٠ / ١٩٥]
والجواب أن المراد الإخبار بجهلهم وغباوتهم ، وأنهم في مقام يظن الظان بهم لو كرهوا ظهور الحق لم يظهر.
قوله تعالى : (آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالاً فِي الْحَياةِ الدُّنْيا).
من عطف الخاص على العام.
قوله تعالى : (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ).
يؤخذ منها جواز الدعاء على الكافر بالموت على الكفر ، وأجيب باحتمال أن يكون أوحى إليه أنهم لا يؤمنون هذا إن كان (فَلا يُؤْمِنُوا) منصوبا بالجواب ، قوله (اطْمِسْ) يحتمل أن يعطف على قوله (لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ) فلا يكون فيه دليل.
قوله تعالى : (أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ).
يؤخذ منه جواز التقليد في العقائد ؛ لقوله (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ) قيل : يدل على أنه لو قال هذه الكلمة قبل ذلك لا ينفع بها.
قوله تعالى : (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ).