أنه شاع هل قالت هؤلاء خمس فممنوع وإن كان بعد مقالتهم فمسلم ولا يتناول محل النزاع لأنه حين مقالته من لم يوجد يكن ذلك غيرهن ، وأجيب : بأنه شاع واشتهر إشهارا كان ابتداوه من أولئك النسوة ، واتساع الظرف يدل على اتساع المظروف فأشار إلى كثرة القائلين في المدينة.
قوله تعالى : (فَتاها).
ظاهره أنها إضافة ملك وتقدم لنا في قوله (وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ) متعلق يقال هذا يدل على أن هناك متعلق باشترائه ، وقال الفخر : القطبي أنه اشتراه لنفسه ثم وهبه لامرأته ، وقوله (تُراوِدُ) أتوا به مضارعا تشريفا عليها أي إنها مداومة على ذلك.
قوله تعالى : (إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ).
فيه سؤالان الأول لم أكذبن رؤيتهن لها في ضلال ، ولم يأكدن مراوداتها له في نفسه؟ وجوابه : أنه لما يكن من أقاربها وجيرانها تلطفن بحالها ولم يؤكدن وقوع ذلك منها لمعرفتهن الأسباب الحاملة لها على مستنكر ففيه ضرب من العذر لها بخلاف الأجانب فإنهن يأخذن بالظن إذا سمعن بالفعل القبيح عن غيرهن ينكرن عليه لجهلن بعذره فأكدن الكلام ليفيد أنهن مع قربهن لها يظهر لهن وجه قدرها ولا قلن لها موجبا يتلفظن به بحالها فأحرى الأجانب بخلاف مراوداتها إياه عن نفسه فإنها واقعة لا ينكرها أحد ولا يحتجن إلى تأكيدها لثبوت ذلك عندهن وتحققه وظاهره أنها لم تكن تظهره لهن وهو شأن المحب إذا غار على محبوبه ويحتاط عليه خيفه أن يتصل به غيره ، السؤال الثاني : أنهن قلن : (إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) وأسندن رؤية ذلك إلى تفسيرين وهلا قلن أنها لفي ضلال مبين فهو أبلغ ، وجوابه : أنه إنصاف منهن وإشارة إلى أنهن في اعتمادهن لم يعلمهن لذلك وجها ولعل له وجها في نفس الأمر ، وانظر هل الرؤية بصرية أو علمية ، فقيل علمية لأن الضلال معنى والبصر لا يتعلق بالمعاني ، ابن عرفة : مفعولها هو الضمير لا غير فلم تتعلق الرؤية إلا بها فقط حالة كونها هي في ضلال مبين لا أنها تعلقت بها وبالضلال.
قوله تعالى : (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ).
أي فلما أخبرت بمكرهن فلذلك اعتديت هنا إلى فأخذ حرف الجر لأن سمعت من أخوات ، قلت تتعدى إلى مفعولين بنفسها فهي متعلقة بالمسموع سائره مجيب بلو قال الكلام الأول [...] وهذه إنما عرضه ممن نقل له كلام النسوة.