فيه يريد الجهل المركب لأن الناظر في التي يستحيل أن يكون جاهلا به الجهل المركب لأن الجاهل الجهل المركب لا ننظر لاعتقاده أنه عالم فلذلك خاطب هذين دون غيرهما ، وتكلم الزمخشري هنا بكلام سيئ ، ابن عرفة : لكن هذه المتروكات هي عندهم أفقه من المفعولات.
قوله تعالى : (يا صاحِبَيِ السِّجْنِ).
ابن عرفة : اللذان حرصا على تنبيه المخاطب [.....] عنه لئلا يذهل عن سماع ما يلقى إليه قلت له تقدم لك إنه ما خصهما بالخطاب إلا لصلتهما بذلك وأنه رأى فيهما القابلية إليه فهلا نادى لهما بالهمزة أو ياء للمشعرين بالقرب الحسي أو المعنوي فقال العبد مقول بالتشكيك في قرب بعيد وأبعد منه كما أن ثمّ جاهلا الجهل البسيط وأجهل منه ، وهو من جهله مركب.
قوله تعالى : (قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ).
الضمير عائد على السجن الذي كان سببا في استفتائهما فقوله فيه أي بسببه قلت أو يعود على الأمر قوله تستفتيان حكاية حال مضت.
قوله تعالى : (ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ).
وجّه بأن الظن بمعنى العلم ، وقال ابن عطية في غير هذا الموضع إن الظن لا يجوز بأن يجعل بمعنى اليقين إلا في الأمور الفردية قلت له بل هو نظري لأن الأولين لا يعلمون إلا من علمهم الله فقال وكذلك أنت لو لا أن الله علمك أن الواحد نصف الاثنين ما علمته قلت له الله خلق لي إدراكا أعلم به ذلك مهما علمته إلا بواسطة خلق الله لا الإدراك ولا [...] بالوحي لا بالإدراك العقلي هذا نظري.
قوله تعالى : (وَقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَادَّكَرَ بَعْدَ).
ابن عرفة : الأمثل تقديم السبب على مسببه والإدراك النجاة فهلا قدم علتها فأجيب بأن السبب قسمان منه مقدم في زمانه كتقدم الأب على ولده ، وسبب مقدم بالذات كحركة الخاتم بالنسبة إلى حركة الإصبع إذا لو كان متقدما في الزمان للزم عليه تداحل الإحساس لكن ورد في الآية الحث على المبادرة وأنه بادر إلى النجاة غير الإدراك حتى أنه فعلها قبله.
قوله تعالى : (أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ).