والله تعالى لأن الخير من فعل الله والشر من فعل العبد ، ابن عطية ، وهذه نزعة اعتزالية ، ابن عرفة : ليس باعتزال وإنما التفريق بينهما باعتبار الإرادة فالمعتزلة يقولون إن الله تعالى ما أراد الشر ولا قدره في الأزل ونحن نقول تعالى الله أن يكون في الله ما لا يريد ، وأما باعتبار الفعل فلا فرق بين الخير والشر وهما. [٤١ / ٢٠٤] من فعل الله عندنا ومن ثم من فعل العبد فإنما هذا كقوله (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) قلت : قال بعض الطلبة [...] ابن عرفة : نجيب عن مثل هذا بأن من علم من حب الاعتزال إذا ذكره [...] هو خلاف مذهبه بأنه يناول له ويرد إلى مذهبه والقاضي من كبار المعتزلة. قال ابن عرفة : والذي تعلقت به المسببة غير الذي تعلق به الأجر في قوله (أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) لأن إرادة الله كانت مرجح لما وجد ذلك المرجح إلا بإرادة والإرادة الأخرى لا بد لنا من مرجح بإرادة فيلزم التسلسل فإذا كانت الإرادة متساوية فالرحمة تصيب الطائع والسامي ولا تفاوت بينهما.
قوله تعالى : (وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ).
فهو [...] غير المحسن لا أجر له فيلزم عليه تناقضه مع قوله (نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ) أما أن المراد به النور المشتملة على المؤمن والكافر وأن الكافر منعم عليه في الدنيا حسبما قال صلىاللهعليهوسلم في حديث الإفك لعمر" أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا ، وقال أيضا الدنيا سجن المؤمن وراحة الكافر". قيل لابن عرفة : ليس هو منعما عليه لقوله تعالى : (إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً). قال ابن عرفة : وإما أن المراد بالرحمة الإيمان والخلوص من الكفر. قال ابن عرفة : ومنهم من قال ..... منعم عليه في الدنيا والآخرة لأنه ما من عذاب يصيبه إلا في علم الله وقدرته [...] ومنه قول المحسنين. انظر هل المراد الإحسان المذكور وفي حديث القدرة وهو أن تعبد الله كأنك تراه. قال [...] : إن لم تكن تراه فإنه يراك ، والمراد به بحور الهداية وهو أصوب لعمومه في جميع المؤمنين فهو داخل في باب الطمع والرجاء ويكون العصاة محسنين لأنهم آمنوا فالإحسان مجرد الإيمان. قيل لابن عرفة : هلا قال أجر الصابرين فهو النسبة لسياق الآية. قال علي بن أبي طالب : الصبر أساس كل عبادة فأجاب ابن عرفة : بأن الإحسان يشمل الصبر وغيره واختلف هنا نقل الزمخشري ، وابن عطية. فقال الزمخشري : إن يوسف عليهالسلام باع من أهل مصر الطعام بكل شيء حتى برقابهم بابتياع [...] أعني أهل مصر عن آخرهم ورد عليهم أملاكهم ، وقال لابن عطية : أن أرض مصر لا يتقرر عليها ملك لأنه قال مت نفسه وروى ليوسف عليهالسلام .... في الملك السنين أموال الناس لم أملاكهم فمن هنالك وليس لأحد في أرض مصر ومزارعها ملك.