يجعل الضمير بها عائد على العمد فيكون المعنى أنها مرفوعة بعمد غير مرئية وهذا لا يصح والصواب مذهب الجمهور الظاهر كقوله : (بِغَيْرِ عَمَدٍ) والضمير عائد على السماوات.
قوله تعالى : (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي).
انظر سورة (إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً) [سورة نوح : ١] أو قال الفخر هنا مجاري القمر ثمانية وعشرون لأنه يقطع الفلك في شهر ومجاري الشمس بمائة وثمانون لأنه يقطع الفلك في سنة. ابن عرفة وجهه أن السنة ثلاثمائة وستون يوما ونصفها مائة وثمانون فهو في نصف السنة سيقطع ستة بروج صاعدا أو طابق يغشى في ظل تلك البروج فما يجاريها في الحقيقة إلا ستة بروج ، قلت : وتمشي كل يوم درجا وكذا هو في حجرة الاستطراب مطابقة ومقاربة مائة وثمانون درجة ، قلت : ومن العجل به ذكر العشرون وغيرهم أن بعض الأقاليم الستة عندهم ستة أشهر منها فضاء خالص ، ومنها ستة أشهر ليل خالص وهذا مذكور في علم الهيئة ، قال الشيخ عبد الخالق المنجم : وجهه أن الشمس إذا طلعت على أفقهم تدور به أول يوم ثم ترتفع في محل طلوعها درجة وتدور به وفي اليوم الثالث ترتفع درجة أخرى وتدور بهم ولا تزال ترتفع ثلاثة أشهر فإذا انتهت إلى حدها رجعت هابطة كل يوم درجة وتدور بالفلك حتى تنتهي إلى أفقهم عند انتفاء ستة أشهر ثم تحط درجة أخرى عن الفهم فيظهر الظلام ولا تزال تحط حتى ينتهي إلى حدها دون ثلاثة أشهر أخر ثم تأخذ في الصعود حتى تصل إلى أفقهم عند انقضاء ستة أشهر ، قال : وهذا في موضع يقال له الجزء الخالدات يكون أشد القطبين إما الشمالي أو الجنوبي على حسب رؤوسهم أعني في وسط السماء عندهم والقطب الآخر وبه الأرض فيكون نهارهم ستة أشهر وليلهم كذلك وثم [...] والزوال عندهم ذا عقب الآخر وبعد ارتفاع الشمس عن أفقهم درجة واحدة وآخرون رأوا لهم عندها محاذاتها للأفق وذلك بحسب اختلاف [...] لأنا إذا أخذنا [...] عرضه سنة وستون درجة وأسقطنا عرضه من ارتفاع وإلى الحمل بقي سبعة أربعة وعشرون وهي مثل الميل سواء فهذا الباب الزوال فيه عند محاذات الشمس الأفق فإن كان عرض البلد خمسة وستون فأسقطه يبقي خمسة وعشرون اسقط منها الميل بقي درج واحد وهو ارتفاع زوال ذلك البلد [.....] الليل عندهم ثلث ساعه وهذه البلاد كلها قرية من [...] الظلمات في الجنوب شديدة البرد جدا أو لا يعمرها أحد ، قال عبد الخالق : وكنت أسمع من الشيوخ إن في الأرض خمسة أقوال قيل : كروية وقيل : بسيطة وقيل : إنها تشبه مكعب وقيل : منزلة حملة السيف الذي تقلد به وإنها تشبه حلقه محيطة [٤٣ /