(قُلْ) يا محمد (لِلَّذِينَ كَفَرُوا) بنى قريظة والنضير (سَتُغْلَبُونَ) بالقتال والإجلاء (وَتُحْشَرُونَ) يوم القيامة (إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ (١٢)) الفراش والمصير (قَدْ كانَ لَكُمْ) يا معشر اليهود (آيَةٌ) علامة لنبوة محمد (صلىاللهعليهوسلم) (فِي فِئَتَيْنِ) جمعين جمع محمد وجمع أبى سفيان (الْتَقَتا) يوم بدر (فِئَةٌ) جماعة محمد عليه الصلاة والسّلام وأصحابه (تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ) فى طاعته (وَأُخْرى كافِرَةٌ) وجماعة أخرى كافرة بالله والرسول : أبو سفيان وأصحابه (يَرَوْنَهُمْ) رأيتموهم يا معشر اليهود (مِثْلَيْهِمْ) مثلى أصحاب محمد (صلىاللهعليهوسلم) (رَأْيَ الْعَيْنِ) عيانا ظاهرا بالعين (وَاللهُ يُؤَيِّدُ) يقوى (بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ) يعنى محمدا (إِنَّ فِي ذلِكَ) فى نصرة الله لمحمد يوم بدر (لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (١٣)) فى الدين ، يعنى المؤمنين ، ويقال : لمن أبصر بالعين ، ثم ذكر ما زين للكفار من نعيم الدنيا ، فقال : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ) حسن للناس فى قلوبهم (حُبُّ الشَّهَواتِ) اللذات (مِنَ النِّساءِ) يعنى الإماء والنساء (وَالْبَنِينَ) يعنى العبيد والبنين (وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ) يعنى الأموال المجموعة (مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ) ويقال : يعنى الأموال المضروبة من الذهب والفضة والقنطار واحد وهو ملء مسك ثور ذهبا أو فضة ، ويقال : ألف ومائتا مثقال ، والقناطر ثلاثة والمقنطرة نصفه (١)(وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ) يعنى الخيل الروائع الحسان المعلمة (وَالْأَنْعامِ) يعنى الغنم والبقر والإبل (وَالْحَرْثِ) يعنى الزرع والمزارعة (ذلِكَ) الذى ذكرت (مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) منفعة للناس فى الدنيا ، ثم تغنى ، ويقال : ذلك هذا الذى ذكرت متاع الحياة الدنيا ، يقول : بقاؤه كبقاء متاع البيت مثل القدح والسكرجة ، وغير ذلك (وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (١٤)) المرجع فى الآخرة ، يعنى الجنة لمن ترك ذلك.
ثم يبين نعيم الآخرة وبقاءها وفضلها كما بين نعيم الدنيا ، فقال : (قُلْ) يا محمد للكفار (أَأُنَبِّئُكُمْ) أخبركم (بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ) مما ذكرت لكم من زينة الدنيا (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا) الكفر والشرك والفواحش ، يعنى أبا بكر وأصحابه (عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ) بساتين (تَجْرِي) تطرد (مِنْ تَحْتِهَا) من تحت شجرها ومساكنها (الْأَنْهارُ) أنهار الخمر والعسل واللبن والماء (خالِدِينَ فِيها) مقيمين فى الجنة لا
__________________
(١) انظر : معانى الزجاج (١ / ٣٨٤) ، وتفسير الطبرى (٣ / ١٣٤) ، وزاد المسير (١ / ٣٥٩) ، والدر المنثور (٢ / ١١) ، وتفسير القرطبى (٤ / ٣٠).