يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٧٤) وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٥) بَلى مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَاتَّقى فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٧٦) إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٧٧) وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٨) ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (٧٩) وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (٨٠))
(يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ) لم تخلطون الباطل مع الحق صفة الدجال مع صفة محمد (وَتَكْتُمُونَ الْحَقَ) ولم تكتمون صفة محمد ونعته (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٧١)) ذلك فى كتابكم.
ثم ذكر مقالة كعب وأصحابه فى تحويل القبلة ، فقال : (وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) كعب وأصحابه من الرؤساء لسفلتهم (آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد والقرآن (وَجْهَ النَّهارِ) أول النهار وهو صلاة الفجر (وَاكْفُرُوا آخِرَهُ) يعنى صلاة الظهر يقولون : آمنوا بالقبلة التى صلى إليها محمد وأصحابه صلاة الفجر واكفروا آخره بالقبلة الأخرى التى صلوا إليها صلاة الظهر (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٧٢)) لكى يرجع عامتهم إلى دينكم وقبلتكم.
(وَلا تُؤْمِنُوا) ولا تصدقوا أحدا بالنبوة (إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) اليهودية وقبلتكم بيت المقدس (قُلْ) لهم يا محمد ، يعنى لليهود (إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ) إن دين الله هو الإسلام وقبلة الله هى الكعبة (أَنْ يُؤْتى) أن يعطى (أَحَدٌ) من الدين والقبلة (مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ) أعطيتم يا أصحاب محمد (أَوْ يُحاجُّوكُمْ) يقول : أو أن يخاصموكم اليهود بهذا الدين والقبلة (عِنْدَ رَبِّكُمْ) يوم القيامة (قُلْ) يا محمد أيضا (إِنَّ الْفَضْلَ) وبالنبوة والإسلام وقبلة إبراهيم (بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) يعطيه من يشاء ، يعنى محمدا وأصحابه (وَاللهُ واسِعٌ) بعطيته (عَلِيمٌ (٧٣)) بمن يعطى (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ)