يختار لدينه (مَنْ يَشاءُ) محمد وأصحابه (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ) ذو المن (الْعَظِيمِ (٧٤)) بالنبوة والإسلام على محمد.
ثم ذكر أمانة أهل الكتاب وخيانتهم ، فقال : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) يعنى اليهود (مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ) تبايعه بملء مسك ثور ذهبا (يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) بغير عناء ولا تعب ولا يستحله ، وهو عبد الله بن سلام وأصحابه (وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ) تبايعه (بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) لا يرده إليك ويستحله (إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً) ملحا متقاضيا ، وهو كعب وأصحابه (ذلِكَ) الاستحلال والخيانة (بِأَنَّهُمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) فى أخذ أموال العرب حرج (وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٥)) أنهم كاذبون بذلك (١).
(بَلى) رد عليهم (مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ) يقول : ولكن من أوفى بعهده فيما بينه وبين الله ، أو بينه وبين الناس (وَاتَّقى) عن نقض العهد بالخيانة وترك الأمانة (فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٧٦)) عن نقض العهد والخيانة وترك الأمانة ، وهو عبد الله بن سلام وأصحابه.
ثم ذكر عقوبتهم ، يعنى عقوبة اليهود ، فقال : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ) بنقض عهد الله (وَأَيْمانِهِمْ) وعهودهم مع الأنبياء (ثَمَناً قَلِيلاً) عرضا يسيرا من الماكلة والهدايا (أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ) لا نصيب لهم (فِي الْآخِرَةِ) فى الجنة (وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ) يوم القيامة بكلام طيب (وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) بالرحمة (وَلا يُزَكِّيهِمْ) لا يبرئهم من اليهودية ولا يصلح بالهم (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٧٧)) وجيع يخلص وجعه إلى قلوبهم ، ويقال : نزلت فى عبدان بن الأشوع وامرئ القيس الشاعر لخصومة كانت بينهما ، ونزلت فى اليهود أيضا ، (وَإِنَّ مِنْهُمْ) من اليهود (لَفَرِيقاً) طائفة كعبا وأصحابه (يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ) يحرفون ألسنتهم (٢)(بِالْكِتابِ) بقراءة صفة الدجال فى الكتاب (لِتَحْسَبُوهُ) لكى تظنه السفلة أنه (مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) فى التوراة (وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) فى التوراة (وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٨)) أن ليس ذلك فى كتابهم ، ويقال : نزلت فى الحبرين الفقيرين اللذين غيرا صفة محمد (صلىاللهعليهوسلم) فى التوراة.
__________________
(١) انظر : معانى الزجاج (١ / ٤٤٢) ، وتفسير الطبرى (٣ / ٢٢٦) ، وزاد المسير (١ / ٤١٢).
(٢) انظر : تفسير الطبرى (٣ / ٢٣١) ، وزاد المسير (١ / ٤١٣) ، وغريب ابن قتيبة (ص ١٠٧).