من دون المؤمنين المخلصين (لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً) لا يتركون الجهد فى فسادكم (وَدُّوا ما عَنِتُّمْ) تمنوا أن أثمتم وأشركتم كما أشركوا (قَدْ بَدَتِ) ظهرت (الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ) على ألسنتهم بالشتم والطعن (وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ) ما يضمرون فى قلوبهم من البغض والعداوة (أَكْبَرُ) من ذلك (قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ) أى علامة الحسد (إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (١١٨)) ما يقرأ عليكم ، ويقال : قد بينا لكم الآيات ، يعنى الأمر والنهى (إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) لكى تعلموا ما أمركم به (ها أَنْتُمْ أُولاءِ) أنتم يا معشر المؤمنين (تُحِبُّونَهُمْ) يعنى اليهود لقبل المصاهرة والرضاعة (وَلا يُحِبُّونَكُمْ) لقبل الدين (وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ) تقرون بجملة الكتب والرسل وهم لا يقرون بذلك (وَإِذا لَقُوكُمْ) يعنى منافقى اليهود (قالُوا آمَنَّا) بمحمد والقرآن وأن صفته ونعته فى كتابنا (وَإِذا خَلَوْا) رجع بعضهم إلى بعض (عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ) أطراف الأصابع (مِنَ الْغَيْظِ) من الحنق (قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ) بحنقكم (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (١١٩)) بما فى القلوب من البغض والعداوة (إِنْ تَمْسَسْكُمْ) تصيبكم (حَسَنَةٌ) الفتح والغنيمة (تَسُؤْهُمْ) ساءهم ذلك ، يعنى اليهود والمنافقين (وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ) القحط والجدوبة والقتل والهزيمة (يَفْرَحُوا بِها) يعجبوا بها (وَإِنْ تَصْبِرُوا) على أذاهم (وَتَتَّقُوا) معصية الله (لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً) عداوتهم وصنيعهم شيئا (إِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ) من المخالفة والعداوة (مُحِيطٌ (١٢٠)) عالم.
(وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٢١) إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٢٢) وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢٣) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ (١٢٤) بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (١٢٥) وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١٢٦) لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ (١٢٧) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ (١٢٨) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٣٠))