(وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ) خرجت من المدينة يوم أحد (تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ) تتخذ للمؤمنين بأحد (مَقاعِدَ لِلْقِتالِ) أمكنة لقتال عدوهم (وَاللهُ سَمِيعٌ) لمقالتكم (عَلِيمٌ (١٢١)) بما يصيبكم وبترككم المركز (إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ) أضمرت قبيلتان من المؤمنين بنو سلمة وبنو حارثة ، (أَنْ تَفْشَلا) أن تجبنا عن قتال العدو يوم أحد (وَاللهُ وَلِيُّهُما) حافظهما ولاهما عن ذلك (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٢٢)) وعلى المؤمنين أن يتوكلوا على الله فى النصرة والفتح (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ) يوم بدر (وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ) قليلة ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا (فَاتَّقُوا اللهَ) فاخشوا الله فى أمر الحرب ولا تخالفوا السلطان الذى معكم (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢٣)) لكى تشكروا نصرته ونعمته.
(إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ) يوم أجد (أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ) مع عدوكم (أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ) أن ينصركم ربكم (بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ (١٢٤)) من السماء لنصرتكم (بَلى) يكفيكم (إِنْ تَصْبِرُوا) مع نبيكم فى الحرب (وَتَتَّقُوا) معصيته ومخالفته (وَيَأْتُوكُمْ) يعنى أهل مكة (مِنْ فَوْرِهِمْ هذا) من وجه مكة (يُمْدِدْكُمْ) بنصركم (رَبُّكُمْ) على عدوكم (بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (١٢٥)) معلمين ، ويقال : متعممين بعمائم الصوف (وَما جَعَلَهُ اللهُ) ما ذكره الله المدد (إِلَّا بُشْرى لَكُمْ) بالنصرة والدولة (وَلِتَطْمَئِنَ) ولتسكن (قُلُوبُكُمْ بِهِ) بالمدد (وَمَا النَّصْرُ) بالملائكة (إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ) من الله (الْعَزِيزِ) بالنقمة لمن لا يؤمن به (الْحَكِيمِ (١٢٦)) بالنصرة والدولة لمن يشاء ، ويقال : الحكيم بما أصابكم يوم أحد (لِيَقْطَعَ طَرَفاً) يقول : لو أنزل المدد لم ينزل الملائكة إلا ليقتل جمعا (مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) كفار مكة (أَوْ يَكْبِتَهُمْ) يهزمهم (فَيَنْقَلِبُوا) يرجعوا (خائِبِينَ (١٢٧)) من الدولة والغنيمة.
(لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) ليس بيدك التوبة والعذاب أن تدع على المؤمنين المنهزمين يوم أحد من الرماة وغيرهم (أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) يقول : إن شاء الله أن يتوب عليهم فتجاوز عنهم (أَوْ يُعَذِّبَهُمْ) بترك المركز (فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ (١٢٨)) بترك المركز ، ويقال : نزلت فى حيين عصية ، وذكوان دعا النبى (صلىاللهعليهوسلم) عليهم حين قتلوا أصحابه (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) من الخلق (يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ) لمن كان أهلا لذلك (وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) من كان أهلا لذلك (وَاللهُ غَفُورٌ) لمن تاب