مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (١٥٤) إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٥٥) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١٥٦) وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (١٥٧) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ (١٥٨) فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (١٥٩) إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٦٠))
ثم ذكر هزيمة الكفار يوم أحد ، فقال : (سَنُلْقِي) سنقذف (فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا) كفار مكة (الرُّعْبَ) المخافة منكم حتى انهزموا (بِما أَشْرَكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) كتابا ولا رسولا (وَمَأْواهُمُ) منزلهم (النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (١٥١)) منزل الكافرين النار ، ثم ذكر وعده المؤمنين يوم أحد ، فقال : (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ) يوم أحد (إِذْ تَحُسُّونَهُمْ) تقتلونهم فى أول الحرب (بِإِذْنِهِ) بأمره ونصرته (حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ) جبنتم عن قتال العدو (وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ) اختلفتم فى أمر الحرب (وَعَصَيْتُمْ) الرسول بترك المركز (مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ) النصرة والغنيمة (مِنْكُمْ) من الرماة (مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا) بجهاده ووقوفه وهم الذين تركوا المركز لقبل الغنيمة (وَمِنْكُمْ) من الرماة (مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) بجهاده ووقوفه وهو عبد الله بن جبير وأصحابه الذين ثبتوا مكانهم حتى قتلوا (ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ) بالهزيمة وقلبهم عليكم (لِيَبْتَلِيَكُمْ) ليختبركم بمعصية الرماة (وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ) ولم يستأصلكم (وَاللهُ ذُو فَضْلٍ) ذو من (عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (١٥٢)) إذ يستأصلهم يعنى الرماة.
ثم ذكر إعراضهم عن النبى (صلىاللهعليهوسلم) مخافة عدوهم ، فقال : (إِذْ تُصْعِدُونَ)(١)
__________________
(١) قرئ رباعيا من أصعد ، والإصعاد : ابتداء السفر ، وقرئ (تصعدون) مضارع من صعد الجبل ، أى ارتقى ، وقرئ (تتصعدون) ، ماضيه : صعد أى ارتقى السّلم. انظر : البحر المحيط (٣ / ٨١) ،