الحرب (كَالَّذِينَ كَفَرُوا) فى السر ، يعنى عبد الله بن أبى وأصحابه رجع هو وأصحابه فى الطريق إلى المدينة (وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ) المنافقين (إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ) إذ اخرجوا مع أصحاب محمد فى سفر (أَوْ كانُوا غُزًّى) أو خرجوا فى غزاة مع نبيهم (لَوْ كانُوا عِنْدَنا) فى المدينة (ما ماتُوا) فى سفرهم (وَما قُتِلُوا) فى غزاتهم (لِيَجْعَلَ اللهُ ذلِكَ) يقول : ليجعل الله ذلك الظن (حَسْرَةً) حزنا (فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ يُحْيِي) فى السفر (وَيُمِيتُ) فى الحضر (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ) تقولون (بَصِيرٌ (١٥٦) وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) يا معشر المنافقين (أَوْ مُتُّمْ) فى بيوتكم وكنتم مخلصين (لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ) لذنوبكم (وَرَحْمَةٌ) من العذاب (خَيْرٌ) لكم (مِمَّا يَجْمَعُونَ (١٥٧)) فى الدنيا من الأموال.
(وَلَئِنْ مُتُّمْ) فى حضر أو سفر (أَوْ قُتِلْتُمْ) فى غزاة (لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ (١٥٨)) بعد الموت (فَبِما رَحْمَةٍ) يقول : فبرحمة (مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ) أى لنت لهم جانبك وجناحك (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا) باللسان (غَلِيظَ الْقَلْبِ) غليظا بالقلب (لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) لتفرقوا من عندك (فَاعْفُ عَنْهُمْ) عن أصحابك فى شىء يكون منهم (وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) من ذلك الذنب (١)(وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) فى أمر الحرب (فَإِذا عَزَمْتَ) ضربت على شىء (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) بالنصر والدولة (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (١٥٩)) عليه (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ) مثل يوم بدر (فَلا غالِبَ لَكُمْ) فلا يغلب عليكم أحد من عدوكم (وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ) مثل يوم أحد (فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ) على عدوكم (مِنْ بَعْدِهِ) من بعد خذلانه (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٦٠)) وعلى المؤمنين أن يتوكلوا على الله بالنصرة والدولة.
(وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (١٦١) أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٦٢) هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (١٦٣) لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (١٦٤) أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٦٥) وَما أَصابَكُمْ
__________________
(١) انظر معانى الزجاج (١ / ٤٩٧) ، والفراء (١ / ٢٤٤) ، وتفسير الطبرى (٤ / ٩٩) ، البحر المحيط (٣ / ٩٧) ، ومختصر الطبرى (١ / ٩٢).