صادِقِينَ (١٨٣)) فى مقالتكم ، فقالوا : ما قتل آباؤنا الأنبياء.
فقال الله : (فَإِنْ كَذَّبُوكَ) يا محمد بما قلت لهم فلا تحزن بذلك (فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) كذبهم قومهم (جاؤُ بِالْبَيِّناتِ) بالأمر والنهى وعلامات النبوة (وَالزُّبُرِ) وبخبر كتب الأولين (وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ (١٨٤)) المبين للحلال والحرام ، ثم ذكر موتهم وما بعد الموت ، فقال : (كُلُّ نَفْسٍ) منفوسة (ذائِقَةُ الْمَوْتِ) تذوق الموت (وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ) توفرون (أُجُورَكُمْ) ثواب أعمالكم (يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ) عزل ونجى وأبعد (عَنِ النَّارِ) بالتوحيد والعمل الصالح (وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ) بالجنة وما فيها ونجا من النار وما فيها (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا) ليس ما فى الدنيا من النعيم (إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ (١٨٥)) إلا كمتاع البيت فى بنائها مثل الخزف والزجاجة وغير ذلك.
ثم ذكر أذى الكفار لنبيه ولأصحابه ، فقال : (لَتُبْلَوُنَ) لتختبرون (فِي أَمْوالِكُمْ) فى ذهاب أموالكم (وَأَنْفُسِكُمْ) وفيما يصيب أنفسكم من الأمراض والأوجاع ، والقتل والضرب ، وسائر البلايا (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) أعطوا الكتاب (مِنْ قَبْلِكُمْ) يعنى اليهود والنصارى الشتم والطعن ، والكذب والزور على الله (وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا) ومن الذين أشركوا أيضا (أَذىً كَثِيراً) بالشتم والضرب واللعن والقتل والكذب والزور على الله (وَإِنْ تَصْبِرُوا) على أذاهم (وَتَتَّقُوا) معصية الله فى الأذى (فَإِنَّ ذلِكَ) الصبر والاحتمال (مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (١٨٦)) من خير الأمور وحزم أمورهم ، يعنى المؤمنين.
ثم ذكر ميثاقه على أهل الكتاب فى الكتاب لتبيان صفة محمد عليهالسلام ونعته ، فقال : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) أعطوا الكتاب يعنى التوراة والإنجيل (لَتُبَيِّنُنَّهُ) صفة محمد ونعته (لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) لا تكتمون صفة محمد ونعته فى الكتاب (فَنَبَذُوهُ) فطرحوا كتاب الله وعهده (وَراءَ) خلف (ظُهُورِهِمْ) ولم يعملوا به (وَاشْتَرَوْا بِهِ) بكتمان صفة محمد ونعته فى الكتاب (ثَمَناً قَلِيلاً) عرضا يسيرا من المأكلة (فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ (١٨٧)) يختارون لأنفسهم اليهودية وكتمان صفة محمد ونعته.
ثم ذكر طلبهم الثناء والمحمدة بما لم يكن فيهم ، فقال : (لا تَحْسَبَنَ) لا تظنن يا