من لم يجد منكم مالا (١)(أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ) الحرائر (الْمُؤْمِناتِ فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) فتزوجوا مما ملكت أيمانكم (مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ) من الولائد اللاتي فى أيدى المؤمنين (وَاللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِكُمْ) بمستقر قلوبكم على الإيمان (بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) أى كلكم أولا آدم ، ويقال : بعضكم على دين بعض ، وقيل : بعضكم ببعض (فَانْكِحُوهُنَ) فتزوجوا الولائد (بِإِذْنِ أَهْلِهِنَ) مالكيهن (وَآتُوهُنَ) أعطوهن ، يعنى الولائد (أُجُورَهُنَ) مهورهن (بِالْمَعْرُوفِ) فوق مهر البغى (مُحْصَناتٍ) يقول : تزوجوا الولائد المتعففات (غَيْرَ مُسافِحاتٍ) غير معلنات بالزنا (وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ) فلا يكون لها خليل يزنى بها فى السر (فَإِذا أُحْصِنَ) تزوجن الولائد (فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ) بزنا (فَعَلَيْهِنَ) على الولائد (نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ) الحرائر (مِنَ الْعَذابِ) الجلد (ذلِكَ) تزوج الولائد حلال (لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ) الزنا والفجور منكم (وَأَنْ تَصْبِرُوا) عن نكاح الولائد (خَيْرٌ لَكُمْ) ليكون أولادكم أحرارا (وَاللهُ غَفُورٌ) فيما يكون منكم من الزنا (رَحِيمٌ (٢٥)) حين رخص لكم فى تزوج الولائد للضرورة.
(يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ) ما أحل لكم (وَيَهْدِيَكُمْ) يبين لكم (سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) من أهل الكتاب ، وكان عليهم حرام تزوج الولائد (وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ) ويتجاوز عنكم ما كان منكم فى الجاهلية (وَاللهُ عَلِيمٌ) باضطراركم إلى نكاح الولائد (حَكِيمٌ (٢٦)) حين حرم عليكم نكاحهن إلا عند الضرورة (وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ) الزنا ونكاح الأخوات من الأب ، وهم اليهود (أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً (٢٧)) أن تخطئوا خطأ عظيما بنكاح الأخوات من الأب لقولهم : إنه حلال فى كتابنا (يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) أن يهون عليكم فى تزوج الولائد عند الضرورة (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً (٢٨)) لا يصبر عن أمر النساء (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ) بالظلم والغصب وشهادة الزور والحلف الكاذب ، وغير ذلك (إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً) إلا أن يترك بعضكم على بعض فى الشراء والبيع والمحاباة (عَنْ تَراضٍ) بتراضى (مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) أى بعضكم بعضا بغير حق (إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً (٢٩)) حين حرم
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٥ / ١٠) ، وزاد المسير (٢ / ٥٥) ، ومفردات الراغب (ص ٤٦٤) ، ومعانى الزجاج (٢ / ٣٩) ، وغريب ابن قتيبة (١٢٤).