يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (٦٠))
(أَلَمْ تَرَ) ألم تخبر يا محمد (إِلَى الَّذِينَ) عن الذين (أُوتُوا) أعطوا (نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ) علما بالتوراة بنعتك وصفتك وآية الرجم وما يشبهها مالك بن الصيف وأصحابه ، وكانوا سبعين رجلا (يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ) حيى بن أخطب (وَالطَّاغُوتِ) كعب بن الأشرف (١)(وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا) كفار مكة (هؤُلاءِ) كفار مكة (أَهْدى) أصوب (سَبِيلاً (٥١)) أصوب دينا مقدم ومؤخر (مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد ودينه (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ) عذبهم الله بالجزية (وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ) يعذبه الله فى الدنيا والآخرة (فَلَنْ تَجِدَ لَهُ) يا محمد (نَصِيراً (٥٢)) مانعا من عذابه.
(أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ) لو كان لهم نصيب (مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ) لا يعطون (النَّاسَ) يعنى محمدا وأصحابه (نَقِيراً (٥٣)) قدر النقير وهى النقرة التى على ظهر النواة (أَمْ يَحْسُدُونَ) بل يحسدون (النَّاسَ) يعنى محمدا (عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) على ما أعطاه الله من الكتاب والنبوة وكثرة النساء (فَقَدْ آتَيْنا) أعطينا (آلَ إِبْراهِيمَ) داود وسليمان (الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) العلم والفهم والنبوة (وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (٥٤)) أكرمناهم بالنبوة والإسلام وأعطيناهم ملك بنى إسرائيل ، فكان لداود مائة امرأة مهرية ، ولسليمان سبع مائة سرية وثلاث مائة امرأة مهرية (فَمِنْهُمْ) من اليهود (مَنْ آمَنَ بِهِ) بكتاب داود وسليمان (وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ) كفر به (وَكَفى) لكعب وأصحابه (بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (٥٥)) نارا وقودا.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا) بمحمد والقرآن (سَوْفَ) وهذا وعيد لهم (نُصْلِيهِمْ) ندخلهم (ناراً) فى الآخرة (كُلَّما نَضِجَتْ) احترقت (جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها) جددنا جلودهم (لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) لكى يجدوا ألم العذاب (إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً) بالنقمة منهم (حَكِيماً (٥٦)) حكم عليهم بتبديل الجلود. ثم نزل فى المؤمنين ، فقال : (وَالَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد والقرآن وجملة الكتب والرسل (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ)
__________________
(١) انظر أقوال العلماء فى : تفسير الطبرى (٥ / ٨٣) ، وزاد المسير (٢ / ١٠٧ ، ١٠٨) ، ومعانى الفراء (١ / ٢٧٣) ، وغريب ابن قتيبة (١٢٨) ، والنكت للماوردى (١ / ٣٩٧) ، وتفسير القرطبى (٥ / ٨٤).