نَزَّلْنا) يعنى القرآن (مُصَدِّقاً) موافقا (لِما مَعَكُمْ) بالتوحيد وصفة محمد ونعته (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً) أن نغير قلوبكم (فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها) فنردها عن بصائر الهدى ونحول وجوههم إلى الأقفية (أَوْ نَلْعَنَهُمْ) أو نمسخهم (كَما لَعَنَّا) مسخنا (أَصْحابَ السَّبْتِ) قردة (وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً (٤٧)) كائنا ، فأسلم بعد نزول هذه الآية عبد الله بن سلام وأصحابه (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) إن مات عليه (وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) لمن تاب (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرى) اختلف على الله (إِثْماً) كذبا (عَظِيماً (٤٨)) نزلت فى وحشى قاتل حمزة عم رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) (أَلَمْ تَرَ) ألم تخبر فى الكتاب (إِلَى الَّذِينَ) عن الذين (يُزَكُّونَ) يبرءون (أَنْفُسَهُمْ) من الذنوب ، يعنى اليهود بحير بن عمرو ، ومرحب بن زيد (بَلِ اللهُ يُزَكِّي) يبرئ من الذنوب (مَنْ يَشاءُ) من كان أهلا لذلك (وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (٤٩)) لا ينقص من ذنوبهم قدر فتيل ، وهو الشىء الذى يكون فى وسط النواة ، ويقال : هو الوسخ الذى تفتل بين إصبعيك (انْظُرْ) يا محمد (كَيْفَ يَفْتَرُونَ) يختلفون (عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) لقولهم : ما نعمل بالنهار من الذنوب يغفره الله لنا بالليل ، وما نعمل بالليل يغفره الله لنا بالنهار (وَكَفى بِهِ) بزعمهم هذا بالله بما قالوا (إِثْماً مُبِيناً (٥٠)) كذبا بينا.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (٥١) أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً (٥٢) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً (٥٣) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (٥٤) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (٥٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً (٥٦) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً (٥٧) إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً (٥٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (٥٩) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ