يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ إِحْساناً وَتَوْفِيقاً (٦٢) أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (٦٣) وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً (٦٤) فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (٦٥) وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً (٦٦) وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً (٦٧) وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٦٨) وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (٦٩) ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً (٧٠))
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ) لحاطب بن أبى بلتعة المنافق الذى كان له خصومة مع الزبير بن العوام ، ابن عمة النبى (صلىاللهعليهوسلم) (تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ) إلى حكم ما أنزل الله فى القرآن (وَإِلَى الرَّسُولِ) إلى حكم الرسول (رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ) يعنى حاطب بن أبى بلتعة (يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (٦١)) يعرضون عن حكمك إعراضا معه لى الشدق ، فقال : (فَكَيْفَ) يصنعون على وجه التعجب (إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ) عقوبة (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) بلى الشدق (ثُمَّ جاؤُكَ) بعد ذلك (يَحْلِفُونَ بِاللهِ) يعنى حاطبا حلف بالله (إِنْ أَرَدْنا) ما أردنا بلى الشدق (إِلَّا إِحْساناً) فى الكلام (وَتَوْفِيقاً (٦٢)) صوابا (أُولئِكَ الَّذِينَ) يعنى الذى لوى شدقه على النبى (صلىاللهعليهوسلم) (يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ) يعنى ما فى قلبه من النفاق وهو حاطب بن أبى بلتعة ، ويقال : فكيف يصنعون ، يعنى أهل مسجد الضرار إذا أصابتهم مصيبة عقوبة بما قدمت أيديهم ببنائهم مسجد الضرار ، ثم جاءوك بعد ذلك يحلفون بالله ، يعنى ثعلبة وحاطبا حلفا بالله إن أردنا ببناء المسجد إلا إحسانا إلى المؤمنين وتوفيقا موافقة فى الدين أن تبعث إلينا فقيها ، أولئك الذين بنوا مسجد الضرار يعلم الله ما فى قلوبهم من النفاق والخلاف.
(فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) اتركهم ولا تعاقبهم فى هذه المرة (وَعِظْهُمْ) بلسانك لكى لا يفعلوا مرة أخرى (وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (٦٣)) تقدم إليهم تقدم وثيقا فى الوعيد إن فعلتم كذا أفعل بكم كذا (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ)