ذلك الرسول (بِإِذْنِ اللهِ) بأمر الله لا ليعمل بخلاف أمره ويلوى عليه الشدق برد حكمه (وَلَوْ أَنَّهُمْ) يعنى أهل مسجد الضرار وحاطبا (إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) بلى الشدق وبناء مسجد الضرار (جاؤُكَ) للتوبة (فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ) فتابوا إلى الله من صنيعهم (وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ) ودعا لهم الرسول (لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً) متجاوزا (رَحِيماً (٦٤)) بهم بعد التوبة (فَلا وَرَبِّكَ) أقسم بنفسه وبعمر محمد (صلىاللهعليهوسلم) (لا يُؤْمِنُونَ) فى السر ولا يستحقون اسم الإيمان فى السر (حَتَّى يُحَكِّمُوكَ) حتى يجعلوك حاكما (فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) فيما التبس بينهم ، ويقال : فيما اختلف بينهم من الحكم (ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ) فى قلوبهم (حَرَجاً) شكا (مِمَّا قَضَيْتَ) بينهم (وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (٦٥)) ويخضعوا لك خضوعا.
(وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ) أوجبنا عليهم كما أوجبنا على بنى إسرائيل (أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ) من منازلكم صفرا (ما فَعَلُوهُ) بطيبة النفس (إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ) من المخلصين رئيسهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصارى (وَلَوْ أَنَّهُمْ) يعنى المنافقين (فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ) يأمرون (بِهِ) من التوبة والإخلاص (لَكانَ خَيْراً لَهُمْ) فى الآخرة مما هم عليه فى السر (وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً (٦٦)) حقيقة فى الدنيا (وَإِذاً) لو فعلوا ما أمروا به (لَآتِيَنَّهُمْ) لأعطيناهم (مِنْ لَدُنَّا) من عندنا (أَجْراً عَظِيماً (٦٧)) ثوابا وافرا فى الجنة (وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٦٨)) لثبتناهم فى الدنيا على دين قائم يرضاه ، وهو الإسلام (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ) نزلت هذه الآية فى ثوبان مولى رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) لقوله : أخاف أن لا ألقاك فى الآخرة يا رسول الله ، ورآه رسول الله متغيرا لونه ، وقد كان يحبه حبا شديدا لا يكاد يصبر عنه ، فذكر الله كرامته ، فقال : ومن يطع الله فى الفرائض والرسول فى السنن (فَأُولئِكَ) فى الجنة (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ) من الله (عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ) محمد (صلىاللهعليهوسلم) وغيره (وَالصِّدِّيقِينَ) وأفاضل أصحاب محمد (صلىاللهعليهوسلم) (وَالشُّهَداءِ) الذين استشهدوا فى سبيل الله (وَالصَّالِحِينَ) صالحى أمة محمد (صلىاللهعليهوسلم) (وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (٦٩)) مرافقة فى الجنة (ذلِكَ) المرافقة مع النبيين والصديقين والشهداء الصالحين (الْفَضْلُ مِنَ اللهِ) المن من الله (وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً (٧٠)) بحب ثوبان وكرامته فى الجنة وثوابه.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً (٧١) وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً (٧٢) وَلَئِنْ