عَظِيماً (٩٥)) ثوابا وافرا فى الجنة (دَرَجاتٍ مِنْهُ) فضائل من الله فى الدرجات (وَمَغْفِرَةً) للذنوب (وَرَحْمَةً) من العذاب (وَكانَ اللهُ غَفُوراً) لمن تاب عن القعود وخرج إلى الجهاد (رَحِيماً (٩٦)) لمن مات على التوبة.
ثم نزل فى شأن النفر الذين قتلوا يوم بدر وكانوا خمسين رجلا ارتدوا عن الإسلام فقتل عامتهم ، فقال : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ) قبضتهم الملائكة يوم بدر (ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) بالشرك (قالُوا) قالت لهم الملائكة عند القبض (فِيمَ كُنْتُمْ) ما ذا كنتم تصنعون بمكة (قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ) مقهورين ذليلين (فِي الْأَرْضِ) فى أرض مكة فى أيدى الكفار (قالُوا) قالت لهم الملائكة (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ) أرض المدينة (واسِعَةً) آمنة (فَتُهاجِرُوا فِيها) إليها (فَأُولئِكَ) النفر (مَأْواهُمْ) مصيرهم (جَهَنَّمُ وَساءَتْ مَصِيراً (٩٧)) صاروا إليه.
ثم بين أهل العذر ، فقال : (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ) الشيوخ والصغار (وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ) الصبيان (لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً) حيلة الخروج (وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (٩٨)) لا يعرفون طريقا (فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ) وعسى من الله واجب (أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ) فيما كان منهم (وَكانَ اللهُ عَفُوًّا) بما كان منهم (غَفُوراً (٩٩)) لمن تاب منهم (وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ) فى طاعة الله (يَجِدْ فِي الْأَرْضِ) فى أرض المدينة (مُراغَماً) محولا وملجئا (كَثِيراً وَسَعَةً) فى المعيشة وأمنا ، نزلت هذه الآية فى أكثم بن صيفى ، ثم نزلت فى جندع بن ضمرة شيخ كان بمكة هاجر من مكة إلى المدينة فأدركه بالتنعيم ثوابه مثل ثواب المهاجرين ، فمات حميدا ، فنزلت فيه : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ) مكة (مُهاجِراً إِلَى اللهِ) إلى طاعة الله (وَرَسُولِهِ) إلى رسوله بالمدينة (ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ) بالتنعيم (فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ) فقد وجب ثواب هجرته (عَلَى اللهِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً) بما كان منه فى الشرك (رَحِيماً (١٠٠)) بما كان منه فى الإسلام.
(وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكافِرِينَ كانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِيناً (١٠١) وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللهَ أَعَدَّ