لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً (١٠٢) فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً (١٠٣) وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (١٠٤) إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً (١٠٥) وَاسْتَغْفِرِ اللهَ إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (١٠٦) وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً (١٠٧) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ وَكانَ اللهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً (١٠٨) ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا فَمَنْ يُجادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (١٠٩) وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً (١١٠))
(وَإِذا ضَرَبْتُمْ) سافرتم (فِي الْأَرْضِ) فى سبيل الله (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ) مأثم (أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ) من صلاة المقيم (إِنْ خِفْتُمْ) علمتم (أَنْ يَفْتِنَكُمُ) أن يقتلكم (الَّذِينَ كَفَرُوا) فى الصلاة (إِنَّ الْكافِرِينَ كانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِيناً (١٠١)) ظاهر العداوة ، وهى صلاة الخوف ، ثم بين كيف يصلون ، فقال : (وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ) معهم شهيدا (فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ) فأقمت لهم فى الصلاة ، فكبر وليكبروا معك (فَلْتَقُمْ) فلتكن (طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ) فى الصلاة (وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذا سَجَدُوا) ركعوا ركعة واحدة (فَلْيَكُونُوا) فليرجعوا (مِنْ وَرائِكُمْ) إلى مصاف أصحابهم بإزاء العدو (وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى) التى بإزاء العدو (لَمْ يُصَلُّوا) معك الركعة الأولى (فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ) الركعة الثانية (وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ) من عدوهم (وَأَسْلِحَتَهُمْ) وليأخذوا سلاحهم معهم (وَدَّ) تمنى (الَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى بنى أنمار (لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ) فتضعونها (وَأَمْتِعَتِكُمْ) تحملون متاع الحرب (فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ) يحملون عليكم (مَيْلَةً واحِدَةً) حملة واحدة فى الصلاة ، ثم رخص لهم فى وضع السلاح ، فقال : (وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ) لا حرج عليكم (إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ) شدة من مطر (أَوْ كُنْتُمْ مَرْضى) جرحى (أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ) سلاحكم (وَخُذُوا حِذْرَكُمْ) من عدوكم (إِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْكافِرِينَ) بنى أنمار (عَذاباً مُهِيناً (١٠٢)) يهانون به ، ويقال : شديد.
(فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ) فإذا فرغتم من صلاة الخوف (فَاذْكُرُوا اللهَ) فصلوا لله (قِياماً) للصحيح (وَقُعُوداً) للمريض (وَعَلى جُنُوبِكُمْ) للجريح والمريض