(فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ) رجعتم إلى منازلكم وذهب عنكم الخوف (فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) فأتموا الصلاة أربعا (إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ) صارت (عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً (١٠٣)) مفروضا معلوما فى السفر والحضر للمسافر ركعتان ، وللمقيم أربع.
ثم حثهم على طلب أبى سفيان وأصحابه بعد يوم أحد ، فقال : (وَلا تَهِنُوا) لا تعجزوا ولا تضعفوا (فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ) فى طلب أبى سفيان وأصحابه (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ) تتوجعون بالجراحة (فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ) يتوجعون بالجراحة (كَما تَأْلَمُونَ) تتوجعون بالجراحة (وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ) ثوابه وتخافون عذابه (ما لا يَرْجُونَ) ذلك (وَكانَ اللهُ عَلِيماً) بجراحتكم (حَكِيماً (١٠٤)) حكم عليكم بابتغاء القوم.
ثم بين قصة طعمة بين أبيرق سارق الدرع واليهودى زيد بن سمين الذى رمى بالسرقة ، فقال : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ) جبريل بالقرآن (بِالْحَقِ) لتبيان الحق والباطل (لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ) بالحق بين طعمة وزيد بن سمين (بِما أَراكَ اللهُ) بما أمرك الله فى القرآن وبين (وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ) بالسرقة يعنى طعمة (خَصِيماً (١٠٥)) معينا (وَاسْتَغْفِرِ اللهَ) تب إلى الله من همك بضرب اليهودى زيد بن سمين (إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (١٠٦)) لمن تاب رحيما بمن مات على التوبة ، ويقال : غفورا لذنبك الذى هممت به ، رحيما بك (وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ) بالسرقة (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً) خائنا بالسرقة (أَثِيماً (١٠٧)) فاجرا بالحلف الكاذب والبهتان على البرئ (يَسْتَخْفُونَ) يستحيون (مِنَ النَّاسِ) بالسرقة (وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ) ولا يستحيون من الله (وَهُوَ مَعَهُمْ) عالم بهم (إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ) يقول : يؤلفون ويقولون من القول ما لا يرضى الله ولا يرضونه مقدم ومؤخر (وَكانَ اللهُ بِما يَعْمَلُونَ) ويقولون (مُحِيطاً (١٠٨)) عالما.
(ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ) أنتم يا قوم طعمة ، يعنى بنى ظفر (جادَلْتُمْ) خاصمتم (عَنْهُمْ) عن طعمة (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا فَمَنْ يُجادِلُ اللهَ) يخاصم الله (عَنْهُمْ) عن طعمة (يَوْمَ الْقِيامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ) على طعمة (وَكِيلاً (١٠٩)) كفيلا من عذاب الله (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً) سرقة (أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ) بالحلف الباطل والبهتان على البرئ (ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ) يتب إلى الله (يَجِدِ اللهَ غَفُوراً) لذنوبه (رَحِيماً (١١٠)) حيث قبل توبته.