(هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢)) يعنى القرآن ، أى بيان للمتقين الشرك والكفر والفواحش ، ويقال : كرامة للمؤمنين ، ويقال : رحمة لأمة محمد (صلىاللهعليهوسلم) (١). (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) بما غاب عنهم من الجنة والنار ، والصراط والميزان ، والبعث والحساب وغير ذلك ، ويقال : الذين يؤمنون بما أنزل من القرآن وما لم ينزل ، ويقال : الغيب هو الله. (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) يتمون الصلوات الخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وما يجب فيها فى مواقيتها (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣)) مما أعطيناهم من الأموال يتصدقون ، ويقال : يؤدون زكاة أموالهم ، نزلت فى أبى بكر وأصحابه.
(وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) من القرآن (وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) على سائر الأنبياء من الكتب ، (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤)) بالبعث بعد الموت ونعيم الجنة هم يصدقون ، نزلت فى عبد الله بن سلام وأصحابه ، (أُولئِكَ) أهل هذه الصفة (عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ) على كرامة ورحمة وبيان نزل من ربهم ، (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥)) الناجون من السخطة والعذاب ، ويقال : أولئك الذين أدركوا ووجدوا ما طلبوا ونجوا من شر ما فيه فقربوا وهم أصحاب محمد عليهالسلام (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) وثبتوا على الكفر (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ) أى أخوفتهم بالقرآن (أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) لم تخوفهم (لا يُؤْمِنُونَ (٦)) لا يريدون أن يؤمنوا ، ويقال : لا يؤمنون فى علم الله السابق.
(خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٧) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨) يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (٩) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ (١٠) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (١٢) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (١٣))
(خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) طبع الله على قلوبهم ، (وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) غطاء (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٧)) شديد فى الآخرة رءوس اليهود
__________________
(١) انظر : معانى القرآن للزجاج (١ / ٣١) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (٣٩) ، وتفسير القرطبى (١ / ١٥٩) ، وزاد المسير (١ / ٢٣).