كعب بن الأشرف ، وحيى بن أخطب ، وجدىّ بن أخطب ، ويقال : هم مشركو أهل مكة : عتبة ، وشيبة ، والوليد (١) ، (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ) فى السر وصدقنا بإيمانه (وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ) بالبعث بعد الموت الذى فيه جزاء الأعمال ، (وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨)) فى السر غير مصدقين فى إيمانهم ، (يُخادِعُونَ اللهَ) ويكذبونه فى السر ، ويقال : اجترءوا على الله حتى ظنوا أنهم يخادعون الله (وَالَّذِينَ آمَنُوا) أبا بكر وسائر أصحاب محمد عليهالسلام ، (وَما يَخْدَعُونَ) يكذبون (إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (٩)) ما يعلمون أن الله يطلع نبيه على سرائر قلوبهم.
(فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) أى شك ونفاق وخلاف (فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً) شكا وخلافا وظلمة ، (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) وجع فى الآخرة يخلص وجعه إلى قلوبهم ، (بِما كانُوا يَكْذِبُونَ (١٠)) فى السر وهم المنافقون عبد الله بن أبى ابن سلول ، وجد بن قيس ، ومعتب بن قشير ، (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ) يعنى اليهود ، (لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) بتعويق الناس عن دين محمد (صلىاللهعليهوسلم) (قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١)) لها بالطاعة ، (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسدُونَ) لها بالتعويق (وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (١٢)) يقول : لا يعلم سفلتهم أن رؤساءهم هم الذين يضلونهم (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا) بمحمد والقرآن (كَما آمَنَ النَّاسُ) عبد الله بن سلام وأصحابه (قالُوا أَنُؤْمِنُ) بمحمد والقرآن (كَما آمَنَ السُّفَهاءُ) الجهال الخرقى (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ) بل إنهم هم الجهال الخرقى (وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (١٣)) المنافقون ذلك.
(وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (١٤) اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١٥) أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (١٦) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ (١٧) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (١٨) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (١٩) يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠))
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (١ / ١٠١) ، وزاد المسير (١ / ٣٥) ، وتفسير القرطبى (١ / ٢٠٧) ، والنكت للماوردى (١ / ٧٠) ، وابن كثير (١ / ٥١).