النار (بِظُلْمِهِمْ) بتكذيبهم موسى وجراءتهم على الله (ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ) عبدوا العجل (مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ) الأمر والنهى (فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ) تركناهم ولم نستأصلهم (وَآتَيْنا) أعطينا (مُوسى سُلْطاناً مُبِيناً (١٥٣)) حجة بينة اليد والعصا (وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ) قلعنا ورفعنا وحبسنا فوق رءوسهم (الطُّورَ) الجبل (بِمِيثاقِهِمْ) بأخذ ميثاقهم (وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ) باب أريحا (سُجَّداً) ركعا (وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ) يوم السبت بأخذ الحيتان (وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (١٥٤)) وثيقا فى محمد (صلىاللهعليهوسلم).
(فَبِما نَقْضِهِمْ) فبنقضهم (مِيثاقَهُمْ) فعلنا بهم ما فعلنا (وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللهِ) وبكفرهم بمحمد والقرآن ضربت عليهم الجزية (وَقَتْلِهِمُ) وبقتلهم (الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ) بغير جرم أهلكناهم (وَقَوْلِهِمْ) وبقولهم (قُلُوبُنا غُلْفٌ) أوعية لكل علم ، فهى لا تعى كلامك وعلمك (بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها) بل ليس كما قالوا ، ولكن ختم الله على قلوبهم (بِكُفْرِهِمْ) بمحمد والقرآن (فَلا يُؤْمِنُونَ) بمحمد والقرآن (إِلَّا قَلِيلاً (١٥٥)) عبد الله بن سلام وأصحابه (وَبِكُفْرِهِمْ) بعيسى والإنجيل (وَقَوْلِهِمْ) وبقولهم (عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً (١٥٦)) وهى الفرية جعلناهم خنازير (وَقَوْلِهِمْ) وبقولهم (إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ) أهلك الله صاحبهم تطيانوس (وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) ألقى شبه عيسى على تطيانوس فقتلوه بدل عيسى (وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ) فى قتله (لَفِي شَكٍّ مِنْهُ) من قتله (ما لَهُمْ بِهِ) بقتله (مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِ) إلّا الظن (وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً (١٥٧)) أى يقينا ما قتلوه (بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ) إلى السماء (وَكانَ اللهُ عَزِيزاً) بالنقمة من أعدائه (حَكِيماً (١٥٨)) بالنصرة لأوليائه نجى نبيه وأهلك صاحبهم (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) ومن من أهل الكتاب اليهود والنصارى أحدا (إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ) بعيسى أنه لم يكن ساحرا ، والله ، ولا ابنه ، ولا شريكه (قَبْلَ مَوْتِهِ) قبل خروج نفسه بعد نزول عيسى ، ثم يموت بعد كل يهودى يكون فى زمنهم (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ) عيسى (عَلَيْهِمْ شَهِيداً (١٥٩)) بالبلاغ (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ) يقول : فبظلمهم (وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) عن ذكر دين الله (كَثِيراً (١٦٠) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَوا) وباستحلال الربا (وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ) فى التوراة (وَأَكْلِهِمْ) وبأكلهم (أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ) بالظلم والرشوة حرمنا عليهم طيبات الشروب من الشحوم ولحم الإبل