أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (٨) وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٩) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (١٠))
عن ابن عباس ، رضى الله عنه ، فى قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) أتموا العقود التى بينكم وبين الله عزوجل ، أو بين الناس ، ويقال : أتموا الفرائض التى فرضت عليكم مع القبول يوم الميثاق ، وفى هذا الكتاب (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ) رخصت لكم صيد البرية مثل بقر الوحش ، وحمر الوحش والظباء (إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) إلا ما حرم عليكم فى هذه السورة (غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ) غير مستحلى الصيد (١)(وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) أو فى الحرم (إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ (١)) يقول : يحل ويحرم ما يريد فى الحل والحرم يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ) لا تستحلوا ترك المناسك كلها (وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ) أى ولا الغارة فى الشهر الحرام (وَلَا الْهَدْيَ) يقول : ولا أخذ الهدى الذى يهدى إلى البيت (وَلَا الْقَلائِدَ) ولا أخذ القلائد التى تقلد بلحاء شجر الحرم الحرام (وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ) أى ولا الغارة على المتوجهين إلى بيت الله الحرام وهم حجاج اليمامة قوم بكر بن وائل المشرك وتجار شريج بن ضبيعة المشرك (يَبْتَغُونَ فَضْلاً) يطلبون رزقا (مِنْ رَبِّهِمْ) بالتجارة (وَرِضْواناً) من ربهم بالحج ، ويقال : يبتغون يطلبون رزقا بالتجارة ورضوانا من ربهم مقدم ومؤخر (وَإِذا حَلَلْتُمْ) خرجتم من الحرم بعد أيام التشريق (فَاصْطادُوا) صيد البرية إن شئتم (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ) ولا يحملنكم (شَنَآنُ قَوْمٍ) بغض أهل مكة (أَنْ صَدُّوكُمْ) بأن صدوكم (عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) عام الحديبية (أَنْ تَعْتَدُوا) تظلموا على حجاج قوم بكر بن وائل (وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ) على الطاعة (وَالتَّقْوى) ترك المعاصى (وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ) على المعصية (وَالْعُدْوانِ) الاعتداء والظلم على حجاج بكر بن وائل (وَاتَّقُوا اللهَ) اخشوا الله فيما أمركم ونهاكم (إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (٢)) إذا عاقب لمن ترك ما أمر به.
ثم بين ما حرم عليهم ، فقال : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ) أى حرمت عليكم أكل الميتة
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٦ / ٣٤) ، وزاد المسير (٢ / ٢٦٩) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٣٥) ، وغريب ابن قتيبة (١٣٨) ، وفتح القدير للشوكانى (٢ / ٤) ، ونيل المرام فى تفسير آيات الأحكام للقنوجى بتحقيقنا ـ ط العلمية بيروت.