أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٢٧) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (٢٨) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (٢٩) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ (٣٠))
(يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ) وهى دمشق ، وفلسطين ، وبعض الأردن المطهرة (١)(الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) أى أوجب الله لكم جعلها ميراثا لأبيكم إبراهيم (وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ) لا ترجعوا إلى خلفكم (فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ (٢١)) فترجعوا مغبونين بالعقوبة بأخذ الله المن والسلوى منكم (قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ) قتالين (وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها) أرض الجبارين (حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ (٢٢)) فيها (قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ) اثنى عشر رجلا خافوا من الجبارين فيها (أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا) بيقين الخطرات وهما يوشع بن نون ، وكعب بن يوحنا (ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ) عليهم (وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا) بالنصرة (إِنْ كُنْتُمْ) إذ كنتم (مُؤْمِنِينَ (٢٣)) ويقال : قال رجلان من الذين يخافون موسى : خافوا من موسى وهما من الجبارين أنعم الله عليهما بالتوحيد الآية (قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها) أرض الجبارين (أَبَداً ما دامُوا فِيها فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ) سيدك هارون (فَقاتِلا) فإن ربكما يعينكما كما أعانكما على فرعون وقومه (إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ (٢٤)) منتظرون (قالَ رَبِ) أى قال موسى : يا رب (إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي) أى لا أقدر إلا على نفسى وأخى هارون (فَافْرُقْ بَيْنَنا) فاقض بيننا (وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (٢٥)) أى العاصين.
(قالَ) الله يا موسى (فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ) أى الدخول فيها بعد ما سميتهم فاسقين (يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ) يتحيرون فى أرض التيه (أَرْبَعِينَ سَنَةً) ، وهى سبع فراسخ لا يقدرون أن يخرجوا ، ولا يهتدون سبيلا مقدم ومؤخر (فَلا تَأْسَ) فلا تحزن (عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (٢٦) * وَاتْلُ عَلَيْهِمْ) اقرأ عليهم يا محمد (نَبَأَ) خبر (ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِ) بالقرآن (إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما) من هابيل (وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ) من قابيل (قالَ) قابيل لهابيل : (لَأَقْتُلَنَّكَ) يا هابيل
__________________
(١) وقيل : الشام كلها. انظر : تفسير الطبرى (٦ / ١١٠) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٢٣٧) ، والدر المنثور للسيوطى (٢ / ٢٧٠) ، ولقرطبى (٦ / ١٢٥).