وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) جميع من عبدهما (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) خزائن السموات والأرض (وَما بَيْنَهُما) من الخلق والعجائب (يَخْلُقُ ما يَشاءُ) كما يشاء بأب ، أو بغير أب (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من خلق الخلق والثواب لأوليائه والعقاب لأعدائه (قَدِيرٌ (١٧) وَقالَتِ الْيَهُودُ) يعنى يهود أهل المدينة (وَالنَّصارى) نصارى أهل نجران (نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ) أى أبناء أنبياء الله (وَأَحِبَّاؤُهُ) على دينه ، ويقال : نحن على دين الله كأبنائه وأحبائه ، ويقال : قالوا : نحن على الله كأبنائه ، ونحن على دينه (قُلْ) يا محمد لليهود (فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ) بعبادتكم العجل أربعين يوما إن كنتم عليه كأبنائه هل رأيتم أبا يعذب ابنه بالنار (بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ) خلق ، أى عبيد (مِمَّنْ) كمن (خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ) لمن تاب من اليهود والنصرانية (وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) من مات على اليهودية والنصرانية (وَلِلَّهِ مُلْكُ) خزائن (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) من الخلق والعجائب (وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (١٨)) المرجع مصير من آمن ومن لم يؤمن (يا أَهْلَ الْكِتابِ) يا أهل التوراة والإنجيل (قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا) محمد (صلىاللهعليهوسلم) (يُبَيِّنُ لَكُمْ) ما أمرتم به وما نهيتم عنه (عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ) على انقطاع من الرسل (أَنْ تَقُولُوا) لكى لا تقولوا يوم القيامة (ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ) بالجنة (وَلا نَذِيرٍ) من النار (فَقَدْ جاءَكُمْ) محمد (صلىاللهعليهوسلم) (بَشِيرٍ) بالجنة (وَنَذِيرٌ) من النار (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من إرسال الرسل والثواب لم أجاب الرسل ، والعقاب لمن لم يجب الرسل (قَدِيرٌ (١٩) وَإِذْ قالَ) وقد قال (مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ) منة الله (عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ) منكم (أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً) بعد ما كنتم مماليك فرعون (وَآتاكُمْ) أعطاكم (ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ (٢٠)) أى عالمى زمانكم فى التيه من المن والسلوى.
(يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ (٢١) قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ (٢٢) قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٣) قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ (٢٤) قالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (٢٥) قالَ فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (٢٦) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ