نور (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) يغيرون صفة محمد (صلىاللهعليهوسلم) ونعته ، وبيان الرجم بعد بيانه فى التوراة (وَنَسُوا حَظًّا) تركوا بعضا (مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) أمروا به فى التوراة من اتباع محمد (صلىاللهعليهوسلم) وإظهار صفته ونعته. ثم ذكر خيانتهم للنبى (صلىاللهعليهوسلم) ، فقال : (وَلا تَزالُ) يا محمد (تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ) تعلم خائنة ومعصية (مِنْهُمْ) يعنى من بنى قريظة (إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ) عبد الله بن سلام وأصحابه (فَاعْفُ عَنْهُمْ) ولا تعاقبهم (١)(وَاصْفَحْ) اترك (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣)) إلى الناس.
(وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى) يعنى نصارى نجران (أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ) فى الإنجيل باتباع محمد (صلىاللهعليهوسلم) وبيان صفته وأن لا يعبدوا إلا الله ، ولا يشركوا به شيئا (فَنَسُوا حَظًّا) فتركوا بعضا (مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) أمروا به (فَأَغْرَيْنا) ألقينا (بَيْنَهُمُ) بين اليهود والنصارى ، ويقال : بين نصارى أهل نجران. النسطورية ، والماريعقوبية ، والمرقوسية ، والملكانية (الْعَداوَةَ) بالقتل والهلاك (وَالْبَغْضاءَ) فى القلب (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ) يخبرهم الله (بِما كانُوا يَصْنَعُونَ (١٤)) من المخالفة والخيانة والكتمان والعداوة والبغضاء (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا) محمد (صلىاللهعليهوسلم) (يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ) من صفة محمد (صلىاللهعليهوسلم) ونعته والرجم وغير ذلك (وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) أى يترك كثيرا فلا يبين لكم (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ) رسول يعنى محمدا (وَكِتابٌ مُبِينٌ (١٥)) بالحلال والحرام (يَهْدِي بِهِ) بمحمد والقرآن (اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ) توحيده (سُبُلَ السَّلامِ) دين الإسلام والسّلام هو الله (وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) من الكفر إلى الإسلام (بِإِذْنِهِ) بأمره ، ويقال : بتوفيقه وكرامته (وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٦)) أى ويدعوهم إلى طريق مستقيم ويثبتهم على ذلك بعد الإجابة.
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) وهى مقالة الماريعقوبية (قُلْ) لهم يا محمد للنصارى (فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ) يقدر أن يمنع من عذاب الله (شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ) أن يعذب (الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ
__________________
(١) هذه الآية منسوخة بآية السيف. انظر : الناسخ والمنسوخ لابن البارزى (٢٨٨) ، والمصفى لابن الجوزى (٢٠٤) ، وزاد المسير (٢ / ٣١٤) الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٢٣) ، وتفسير الطبرى (٦ / ١٠١).