الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٧) وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (١٨) يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٩) وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتاكُمْ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ (٢٠))
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) يعنى محمدا وأصحابه (اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ) احفظوا منة الله عليكم (إِذْ هَمَّ قَوْمٌ) أراد قوم بنى قريظة (أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ) بالقتل (فَكَفَ) فمنع (أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ) بالقتل (وَاتَّقُوا اللهَ) اخشوا الله فيما أمركم (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١١)) أى على المؤمنين أن يتوكلوا على الله (وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ) إقرار بنى إسرائيل فى التوراة فى محمد (صلىاللهعليهوسلم) أن لا يعبدوا إلا الله ، ولا يشركوا به شيئا (وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) أى رسولا ، ويقال : ملكا لكل سبط منهم ملك (١)(وَقالَ اللهُ) لهؤلاء الملوك (إِنِّي مَعَكُمْ) معينكم (لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ) أتمتم الصلاة التى فرضت عليكم (وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ) أعطيتم زكاة أموالكم (وَآمَنْتُمْ) أقررتم وصدقتم (بِرُسُلِي) الذين يجيئون إليكم (وَعَزَّرْتُمُوهُمْ) أغشمتموه ولنصرتموهم بالسيف على الأعداء (وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) صادقا من قلوبكم (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) لأمحصن عنكم ذنوبكم دون الكبائر (وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ) بساتين (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) تطرد من تحت شجرها ومساكنها (الْأَنْهارُ) أنهار الماء واللبن والخمر والعسل (فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ) بعد أخذ الميثاق والإقرار به (مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (١٢)) فقد ترك قصد طريق الهدى وكفروا إلا خمسة منهم.
فبين عقوبة الذين كفروا ، فقال : (فَبِما نَقْضِهِمْ) أى بنقضهم يعنى الملوك (مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ) عذبناهم بالجزية (وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً) قاسية يابسة بلا
__________________
(١) النقيب : كالأمير والكفيل. انظر : الصحاح واللسان : (نقب) ، وتفسير الطبرى (٦ / ٩٥).