وشركه ، ويقال : فضيحته ، ويقال : اختباره (فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ) من عذاب الله (شَيْئاً أُولئِكَ) يعنى اليهود والمنافقين (الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ) من المكر والخيانة والإصرار على الكفر (لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) عذاب بالقتل (وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ (٤١)) أعظم مما يكون لهم فى الدنيا (سَمَّاعُونَ) قوالون (لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) للرشوة والحرام بتغيير حكم الله (فَإِنْ جاؤُكَ) يا محمد يعنى بنى قريظة والنضير ، ويقال : أهل خيبر (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ) بين بنى قريظة والنضير بالرجم ، ويقال : بين أهل خيبر (أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ) أنت بالخيار (وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ) ولا تحكم بينهم (فَلَنْ يَضُرُّوكَ) لن ينقصوك (شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ) بين بنى قريظة والنضير ، ويقال : بين أهل خيبر (١)(بِالْقِسْطِ) بالرجم (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٤٢)) العادلين بكتاب الله العاملين بالرجم.
(وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ) على وجه التعجب فى الرجم (وَعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها) فى التوراة (حُكْمُ اللهِ) يعنى الرجم (ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) من بعد البيان فى التوراة والقرآن (وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٣)) بالتوراة (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ) على موسى (فِيها) فى التوراة (هُدىً) من الضلالة (وَنُورٌ) بيان الرجم (يَحْكُمُ بِهَا) بالتوراة (النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا) الذين كانوا مسلمين من لدن موسى إلى عيسى ، نبى بين الذين أسلموا (لِلَّذِينَ هادُوا) الآباء الذين هادوا (وَالرَّبَّانِيُّونَ) يقول : وكان يحكم بها الربانيون والعلماء وأصحاب الصوامع دون الأنبياء (وَالْأَحْبارُ) سائر العلماء (بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللهِ) بما عملوا وأودعوا من كتاب الله (وَكانُوا عَلَيْهِ) على الرجم (شُهَداءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ) فى إظهار صفة محمد ونعته والرجم (وَاخْشَوْنِ) فى كتمانها (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي) بكتمان صفة النبى (صلىاللهعليهوسلم) ونعته آية الرجم (ثَمَناً قَلِيلاً) عرضا يسيرا من المأكلة (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ) يقول : ومن لم يبين ما بين الله فى التوراة من صفة محمد ونعته وآية الرجم (فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ (٤٤)) بالله والرسول والكتاب (وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ) فرضنا على بنى إسرائيل (فِيها) فى التوراة (أَنَّ النَّفْسَ
__________________
(١) انظر : تفسير ابن كثير (٢ / ٥٩) ، ودفع الاضطراب والإيهام للشنقيطى (ص ٩٨) ، وزاد المسير (٢ / ٣٦٦).