لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ (٧٠) وَإِذا جاؤُكُمْ) يعنى سفلة اليهود ، ويقال : المنافقون (قالُوا آمَنَّا) بك وبصفتك ونعتك إنه فى كتابنا (وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ) بكفر السر (وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ) أى بكفر السر (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما كانُوا يَكْتُمُونَ (٦١)) من الكفر (وَتَرى كَثِيراً مِنْهُمْ) يا محمد ، أى من اليهود (يُسارِعُونَ فِي الْإِثْمِ) يبادرون فى المعصية والشرك (وَالْعُدْوانِ) والظلم والاعتداء على الناس (وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ) الرشوة والحرام فى تغيير الحكم (لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٦٢)) من المعصية والاعتداء (لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ) أى أصحاب الصوامع والعلماء (عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ (٦٣)) فى تركهم ذلك (وَقالَتِ الْيَهُودُ) يعنى فنحاص بن عازوراء اليهودى (يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ) محبوسة عن البسط (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ) أمسكت أيديهم عن الخير والنفقة فى الخير (وَلُعِنُوا بِما قالُوا) عذبوا بالجزية بما قالوا (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ) مفتوحتان على البر والفاجر (يُنْفِقُ) يعطى (كَيْفَ يَشاءُ) إن شاء وسع ، وإن شاء قتر (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ) أى والله ليزيدن كثيرا من كفارهم (ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) بما أنزل إليك (مِنْ رَبِّكَ) يعنى القرآن (طُغْياناً) تماديا (وَكُفْراً) ثباتا على الكفر (وَأَلْقَيْنا) وأغرينا (بَيْنَهُمُ) بين اليهود والنصارى (الْعَداوَةَ) فى القتل والهلاك (وَالْبَغْضاءَ) فى القلب (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ) كلما اجتمعوا على قتل محمد (أَطْفَأَهَا اللهُ) فرق الله جمعهم وخالف كلمتهم (١)(وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً) يمشون فى الأرض بالفساد ، أى بتعويق الناس عن دين محمد والدعوة إلى غير الله (وَاللهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (٦٤)) اليهود ودينهم.
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ) اليهود والنصارى (آمَنُوا) بمحمد والقرآن (وَاتَّقَوْا) تابوا من اليهودية والنصرانية (لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) ذنوبهم فى اليهودية والنصرانية (وَلَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٦٥)) فى الآخرة (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) أقروا بما فى التوراة والإنجيل وبينوا ذلك ، يعنى صفة محمد ونعته (وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ) وبينوا ما بين لهم ربهم فى التوراة والإنجيل ، ويقال : أقروا
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٦ / ٢٠٢) ، وزاد المسير لابن الجوزى (٢ / ٤٠٣) ، وتفسير القرطبى (٦ / ٢٤٩).