بجملة الكتب والرسل من ربهم (لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ) بالمطر (وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) بالنبات والثمار (مِنْهُمْ) من أهل الكتاب (أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ) جماعة عادلة مستقيمة ، بعنى عبد الله بن سلام وأصحابه ، وبحيرا الراهب وأصحابه ، والنجاشى وأصحابه وسلمان وأصحابه (وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ (٦٦)) بئس ما يصنعون من كتمان صفة محمد ونعته منهم كعب بن الأشرف ، وكعب بن أسد ، ومالك بن الصيف ، وسعية ابن عمرو ، وأبو ياسر ، وحيى بن أخطب.
(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ) يعنى محمد (صلىاللهعليهوسلم) (بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) من سب آلهتهم وعيب دينهم والقتال معهم والدعوة إلى الإسلام (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ) ما أمرت (فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) كما ينبغى (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) من اليهود وغيرهم (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (٦٧)) لا يرشد إلى دينه من لم يكن أهلا لدينه (قُلْ) يا محمد (يا أَهْلَ الْكِتابِ) يعنى اليهود والنصارى (لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ) من دين الله (حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) حتى تقروا بما فى التوراة والإنجيل (وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) من جملة الكتب والرسل (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ) كفارهم (ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) بما أنزل إليك (مِنْ رَبِّكَ) يعنى القرآن (طُغْياناً) تماديا (وَكُفْراً) ثباتا على الكفر (فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (٦٨)) فلا تحزن على هلاكهم فى الكفر ، إن لم يؤمنوا (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) بموسى وبجملة الأنبياء والكتب ، وماتوا على ذلك فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (وَالَّذِينَ هادُوا) تهودوا (وَالصَّابِئُونَ) يعنى قوما من النصارى هم ألين قولا من النصارى (وَالنَّصارى) نصارى أهل نجران وغيرهم (مَنْ آمَنَ) يعنى من اليهود والصائبين والنصارى (بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) بالبعث بعد الموت وتاب اليهودى من اليهودية والصابئ من الصابئة ، والنصرانى من النصرانية (وَعَمِلَ صالِحاً) خالصا فيما بينه وبين ربه (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) فيما يستقبلهم من العذاب (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٩)) على ما خلفوا من خلفهم ، ويقال : فلا خوف عليهم إذا خاف الناس ، ولا هم يحزنون إذا حزن الناس ، ويقال : فلا خوف عليهم إذا ذبح الموت ، ولا هم يحزنون إذا أطبقت النار (لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ) إقرار (بَنِي إِسْرائِيلَ) فى التوراة فى محمد (صلىاللهعليهوسلم) وأن لا يشركوا بالله (وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ) بما لا يوافق قلوبهم ودينهم اليهودية (فَرِيقاً كَذَّبُوا) أى كذبوا فريقا عيسى ومحمدا ، صلوات الله عليهما ، (وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ (٧٠)) يقول : وفريقا قتلوا زكريا ويحيى.