(وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا) بالكتب والرسل (وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢٧)) مع المؤمنين فى السر والعلانية (بَلْ بَدا لَهُمْ) ظهر لهم عقوبة (ما كانُوا يُخْفُونَ) يسرون من الكفر والشرك (مِنْ قَبْلُ) فى الدنيا (وَلَوْ رُدُّوا) إلى الدنيا (لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) من الكفر والشرك (وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (٢٨)) لأنهم لو ردوا لم يرضوا به (وَقالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا) أى ما حياتنا إلا حياتنا الدنيا (وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (٢٩)) بعد الموت (وَلَوْ تَرى) يا محمد (إِذْ وُقِفُوا) أى حبسوا (عَلى رَبِّهِمْ) عند ربهم (قالَ) الله لهم ، ويقال : تقول لهم الملائكة : (أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِ) أليس هذا العذاب والبعث بعد الموت (قالُوا بَلى وَرَبِّنا) إنه الحق كما قالت الرسل (قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٣٠)) تجحدون بالبعث بعد الموت.
(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللهِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (٣١) وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٣٢) قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ (٣٣) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللهِ وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (٣٤) وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ (٣٥) إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (٣٦) وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٣٧) وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (٣٨) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ مَنْ يَشَأِ اللهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٩) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٠) )
(قَدْ خَسِرَ) قد غبن (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللهِ) بالبعث بعد الموت ، يقول : انظرهم (حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً) فجأة (قالُوا يا حَسْرَتَنا) يا حزناه أو يا نداماه (عَلى ما فَرَّطْنا فِيها) تركنا فى الدنيا ، يعنى الإيمان والتوبة (وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ) أى آثامهم (عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (٣١)) بئس ما يحملون من الذنوب (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا) ما فى الدنيا من الزهرة والنعيم (إِلَّا لَعِبٌ) فرح (وَلَهْوٌ) باطل (وَلَلدَّارُ