الْأَوَّلِينَ (٢٥) وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (٢٦) وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢٧) بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (٢٨) وَقالُوا إِنْ هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (٢٩) وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ قالَ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٣٠))
(وَمَنْ أَظْلَمُ) أى أجرى (مِمَّنِ افْتَرى) أى اختلق (عَلَى اللهِ كَذِباً) فأشركه بآلهة شتى (أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ) بمحمد والقرآن (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ) لا ينجو ولا يأمن (الظَّالِمُونَ (٢١)) الكافرون والمشركون من عذاب الله (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً) أى كافة الناس يوم القيامة (ثُمَّ نَقُولُ) للذين (لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا) أى بالآلهة (أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ) آلهتكم (الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٢٢)) تعبدون وتقولون أنهم شفعاءكم (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ) عذرهم وجوابهم (إِلَّا أَنْ قالُوا) إلا قولهم (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣))
(انْظُرْ) يا محمد ، ويقال : تقول الملائكة انظروا (كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) كيف أوجبوا عقوبة كذبهم على أنفسهم (وَضَلَّ عَنْهُمْ) اشتغل عنهم بأنفسهم (ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤)) يعبدون بالكذب ، ويقال : بطل افتراؤهم (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) أى من أهل مكة من يستمع إلى كلامك وحديثك منهم أبو سفيان بن حرب ، والوليد بن المغيرة ، والنضر بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، وأمية وأبى ابنا خلف ، والحارث بن عامر (وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) أغطية (أَنْ يَفْقَهُوهُ) لكى لا يفقهوا كلامك وحديثك (وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً) صمما لكى لا يسمعوا الحق والهدى ، ويقال : ثقلا عن الهدى أن يعقلوه (وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ) طلبوها منك (لا يُؤْمِنُوا بِها) طلب منه حارث بن عامر (حَتَّى إِذا جاؤُكَ) جاءوا إليك (يُجادِلُونَكَ) يسألونك ما ذا أنزل من القرآن فإذا أخبرتهم (يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى النضر بن الحارث (إِنْ هذا) ما هذا الذى يقول محمد (إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٢٥)) كذب الأولين وأحاديثهم (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ) وهو أبو جهل وأصحابه ، ينهون عنه عن محمد والقرآن (وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ) يمتنعون عنه ويتباعدون ، ويقال : هو أبو طالب كان ينهى الناس عن أذى النبى (صلىاللهعليهوسلم) ولا يتابعه (وَإِنْ يُهْلِكُونَ) وما يهلكون (إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (٢٦)) وما يعلمون أن أوزار الذين يصدونهم عنه حق عليهم.
(وَلَوْ تَرى) يا محمد (إِذْ وُقِفُوا) حبسوا (عَلَى النَّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ) إلى الدنيا